الجزائر ترضخ للأمر الواقع وتستجدي قبول سفير لها في مدريد

هشام رماح

رضخ النظام العسكري الجزائري للأمر الواقع وراح يستجدي إسبانيا قبول سفير له في الجارة الشمالية للمملكة الشريفة، وفق ما أفادت به صحيفتا "إلباييس" و"إل كونفيدونثيال"، مشيرة إلى أن الـ"كابرانات" طلبوا من الإسبان قبول "عبد الفتاح دغموم" سفيرا لهم في مدريد.

وبعد 19 شهرا من القطيعة التي دامت منذ 19 مارس 2022، منذ سحب النظام العسكري الجزائري لسفيره "سعيد موسي"، بعدما أعلنه "بيدرو سانشيز" رئيس الحكومة الإسبانية، من دعم لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007، كحل وحيد أوحد لحل النزاع المفتعل بشأن الصحراء المغربية.

وأفلت جهود الـ"كابرانات" الرامية إلى لي ذراع إسبانيا، بعدما قرروا قطع علاقاتهم معها، لينصاعوا للأمر الواقع، وتتكسر أمانيهم في ثني حكومة "بيدرو سانشيز" عن قرارها التاريخي بالانتصار للعلاقات الاستراتيجية القوية التي تجمع بين المملكة الشريفة والمملكة الإسبانية.

وفشل النظام العسكري الجزائري في تحري سياسة الصد والرد في مواجهة إسبانيا، ليتقدم بطلب رسمي إلى إسبانيا من أجل قبول "عبد الفتاح دغموم"، الذي سبق وشغل منصب مستشار في سفارة الجزائر بمدريد عام 2019، قبل تعيينه سفيرا للجزائر في غينيا كوناكري، ثم أصبح لاحقا مسؤولا في وزارة الخارجية بالجزائر.

وكانت الأزمة بين إسبانيا والجزائر ابتدأت يوم مارس 2022 بعد إعلان الجزائر سحب سفيرها من مدريد، ثم قرارها التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون المبرمة مع المملكة الإسبانية سنة 2002، نكاية في "بيدرو سانشيز" الذي راهن الـ"كابرانات" على مغادرته الحكومة لكن وبعد عودته قويا عقب الاستحقاقات التشريعية الأخيرة لم يجدوا بدا غير الرضوخ والانصياع والعدوة إلى مدريد خائبين.