لزرق: الجزائر تلجأ إلى الـ"دون كيشوتية" مع السعودية للتغطية على حجمها الحقيقي

سمير الحفيوفي
انبرى النظام العسكري الجزائري وصنيعته "بوليساريو"، لتصريف الأراجيف وتحرير أحلامهم على الخرق البالية الناطقة باسم معتنقي الأطروحة الانفصالية، وقد روجوا كذبا أن "القوة الضارطة" وجنوب إفريقيا ضغطا على المملكة العربية السعودية من أجل حضور الكيان الوهمي لأشغال التحضير للقمة العربية الإفريقية، فما كان من حل أمام البلد المنظم غير تأجيلها إلى وقت لاحق.
رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسيات العمومية، علق على أكاذيب الجزائر ومن معها من خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وقال إن الأمر ينحاز إلى أضغاث أحلام تراودهم، وأن الجزائر لا تستطيع تغيير مواقف المملكة العربية السعودية قيد أنملة، وفي صد الباب عليها للالتحاق بمجموعة الـ"بريكس" ما يحيل على الحجم الحقيقي والأجوف لنظام مدع فقط.
وكان مقررا احتضان المملكة العربية السعودية، للقمة العربية الإفريقية، يوم السبت المقبل 11 نونبر 2023، غير أن الأحداث الجارية في قطاع غزة الواقع تحت النيران الإسرائيلية، حال دون ذلك، وهو ما أعلنته المملكة العربية السعودية عبر بلاغ فصل في أسباب التأجيل كما يلي "نظرا إلى التطورات الحالية في غزة، والتي استدعت الدعوة إلى انعقاد قمة عربية غير عادية وقمة إسلامية تختصان ببحث الأزمة الحالية وما تشهده من تداعيات إنسانية خطيرة".
وأوردت وكالة الأنباء السعودية، أنه "بعد التنسيق مع أمانة جامعة الدول العربية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وحرصاً على ألا تؤثر الأحداث السياسية في المنطقة على الشراكة العربية الإفريقية التي ترتكز على البعد التنموي والاقتصادي، فقد تقرر تأجيل موعد انعقاد القمة العربية الإفريقية الخامسة إلى وقتٍ يحدد لاحقا".
وأشار المتحدث مع "الجريدة 24" إلى أن الجزائر تمني النفس بلعب دور طلائعي عربيا وإفريقيا، وهو أمر محكوم عليه بتجاربها الفاشلة، فكيف لها أن تضغط على المملكة العربية السعودية وهي لم تستطع حتى استمالة جنوب إفريقيا "حليفتها" المفترضة لتدافع عنها من أجل الالتحاق بمجموعة الـ"بريكس"، لتعود خائبة من "بريتوريا"، بعدما وقفت على حقيقة حجمها.
ووفق رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسيات العمومية، فإن النظام الجزائري يتفنن في تبني مواقف "دون كيشوتية" موجهة للتسويق الداخلي، ليوهم الجزائريين أن لهم صدى وأثرا، وقد ركبت أبواقه وأبواق ميليشيات "بوليساريو" الإرهابية على تأجيل القمة العربية الإفريقية لأسباب إقليمية صرفة، لينتحلوا لأنفسهم بطولة وشرفا يفتقدونهما.
ولفت رشيد لزرق الانتباه إلى أن الوشائج التي تربط بين المملكتين المغربية والعربية السعودية، أمتن من أن تحاول الجزائر التفكير في التأثير عليها أو تسميمها، وبأن موقف الأخيرة واضح ولا لبس فيه تجاه وحدة المملكة الشريفة التي لطالما برهنت أنها مع السعودية قلبا وقالبا مثلما حدث في عاصفة الحزم.
وزاد المتحدث مع "الجريدة 24" بأن متانة ما يجمع بين المملكتين أصبح مسلمة يعتقد بها رموز النظام القائم في جارة السوء، ولذلك فإن أي ذكر لمحاولة منهم الضغط على السعودية، أو انتظار نتيجة من وراء ذلك إن هو حدث، هو عار من الصحة، بغض النظر عن الحجم الحقيقي للجزائر الذي يتقاسم معرفته الجميع من الخليج إلى المحيط.