بنعبد القادر وزير الساعة التي يكرهها المغاربة: "إنهم يريدون اغتيالي سياسيا"

الكاتب : الجريدة24

18 يونيو 2019 - 03:00
الخط :

هشام رماح

انتكس محمد بنعبد القادر، وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، بعدما تخلف إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، عن حضور اللقاء الذي دعا إليه المكتب السياسي من أجل مناقشة الحصيلة الأولية لوزارته.

وبينما حل محمد بنعبد القادر، بالمقر المركزي لحزب "الوردة" بحي العرعار في الرباط، صباح يوم الأحد(16 يونيو 2019)، من أجل عرض حصيلته، فوجيء بغياب إدريس لشكر الذي بعث بعدم حضوره رسالة صريحة وواضحة إلى الوزير تفيد عدم الرضا على أدائه في القطاع الذي يشرف عليه.

ولم يستسغ محمد بنعبد القادر تجاهل قيادة الحزب ومن يدور في فلكها، وقد انتابه شعور بالغضب الممتزج بالمهانة، قبل أن تنفلت عنوة من فمه عبارة "إنهم يريدون اغتيالي سياسيا"، كما أفادت مصادر اتحادية لـ"الجريدة 24" قبل أن تردف قائلة إن "ما يؤزم وضعية الوزير بن عبد القادر هو مساره الذي ظل مفصولا عن الكوادر الاتحادية والقواعد المناضلة وعرف بنهج سياسة التقرب من الحاكمين داخل الحزب لتحقيق طموحه".

والأكيد أن الود قد انفرط بين إدريس لشكر ومحمد بنعبد القادر، وفق ما أفاد به مصدر اتحادي جد مطلع، محيلا على أن الكاتب الأول لحزب عبد الرحيم بوعبيد، لم يعد يرغب في بنعبد القادر وزيرا لعدة أسباب من بينها، مواجهة الأخير له إزاء "مبادرة المصالحة بين الاتحاديين" التي أطلقها، رغم أنه اكتسب مكانا له في المكتب السياسي بسبب استوزاره.

ولا يخفي على السواد الأعظم من الاتحاديين أن محمد بنعبد القادر يرفض مبادرة إدريس لشكر، التي أعلن الأخير أنها تندرج تأسيس مشروع سياسي وتنظيمي متجدد، وسبب تخوف بنعبد القادر وزير الساعة الإضافية، يعود إلى أن هذه المصالحة من شأنها أن تبرز على السطح "كفاءات اتحادية" تتوفر على "كفايات علمية" تتجاوز بالكثير محمد بنعبد القادر بما ينذر بخروجه الوشيك من الحكومة.

في المقابل، وإذ لم يغفر إدريس لشكر لبنعبد القادر ما وصفته المصادر بـ"هزان البارة" فإنه اعتمد على خبراء من داخل الحزب لإعداد تقارير موازية و"سرية" عن حصيلة عمل وزراء الحزب داخل الحكومة، ومن بين هذه التقارير ما لم يرق لشكر وهو المتعلق بأداء وزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، ولهذا تفتقت عن ذهنه "خطة" إحراج بنعبد القادر وامتحانه أمام الاتحاديين، لكن وبينما استعد وزير إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية لهذا الامتحان وجد نفسه وحيدا في الساحة "يغرد بما حلا له من كلام دون رجع صدى" على حد تعبير المصادر.

اللافت أن تخلف لشكر عن حضور "محاكمة" بنعبد القادر وازاه غياب كل القيادات البارزة في الحزب عن اللقاء، ليترك الوزير الاتحادي فقط في مواجهة ما وصفتها مصادر "الجريدة 24" بـ"قيادات الصف الثالث" التي تطبل فقط ولا تنتقد وتناقش الأفكار والتوجهات بما يخدم مصلحة الاتحاد والاتحاديين.

آخر الأخبار