هكذا جحد "مجاهد" العدالة والتنمية بمعروف المغرب وأخلف "الإخوان" الموعد مع الوطن
سمير الحيفوفي
في كل مرة يخلف عبد الإله ابن كيران، ومن معه في حزب "العدالة والتنمية"، الموعد مع الوطن، ويظهرون عند كل جادَّة أنهم متلونون متحوِّلون، يضعون هموم هذا الوطن في الدرك الأسفل من اهتماماتهم، وبأنهم ليسوا من المغاربة في شيء، مثلما تركوا "خالد مشعل" الذي يسمونه "كبير المجاهدين" يحرض على الفتنة داخل المملكة ويطلق إملاءاته الرعناء على عواهنها دون أن يلجمه أحد.
فلماذا لم تتحرك دواخل عبد الإله ابن كيران ومريدوه، ولم يبدر عنهم ما يشي بأنهم مع المغاربة وبأنهم ينتمون لهذا الوطن، وبأن ما نطق به "مجاهدهم الكبير"، لهو العيب بعينه، وهم الذين وفروا له كل الظروف لينقض على المغرب مثل أي "باسل"، وليسترسل في جهالته ونذالته، حتى أنه تنكَّر ماكرا جاحدا وضرب صفحا عن المواقف القوية التي لطالما تبنتها المملكة الشريفة وأبان عنها قائدها الهمام رئيس لجنة القدس؟
ثم لماذا لم يستطع أحد من منظمي المهرجان البكائي الذي نظمته الذراع الدعوي لحزب "المصباح"، أن ينتفض أو يصوب ما اعوج من كلام الحمساوي الذي تحمَّس كثيرا حتى ظن نفسه قادرا أن يملي على المغاربة ما يريد وما يخدم أجندته ومن يطبلون له، واستباح لنفسه أمام عبد الإله ابن كيران، وبطانة السوء التي كانت معه، أن يتحدث مباشرة إلى المغاربة ويحاول تأليبهم على مؤسساتهم في تهديد مبطن لهم؟
ولقد أظهر "المجاهد الكبير" الذي يؤمن به المحسوبون على "العدالة والتنمية" تنطعا وصفاقة لا مثيل لهما، بعدما طوى كل الأعراف الدبلوماسية وتجاسر بإصدار إملاءاته و"تعليماته" لأتباعه في الدكان السياسي، وراح يحاول رسم خريطة العلاقات الاستراتيجية التي تجمع المملكة الشريفة مع مختلف دول العالم، وقد ارتضى لنفسه أن يجحد بجمائل المغرب جميعها، ودعمه اللا مشروط للقضية الفلسطينية منذ عقود.
وكما أبان "المجاهد" الحمساوي عن طينته وأطلق دعوات الفتنة دون حجاب في مهرجان العويل والنحيب الذي أقامته حركة "التوحيد والإصلاح"، فإنه كشف أيضا الضباع الذين يعيشون بين المغاربة واللئام الذين يتداعون على الوطن من الداخل، وتبنوا لأنفسهم كل الأعذار ليصمتوا وليصيخوا السمع إلى "خالد مشعل"، الذي انتهك كل الحدود وزج بنفسه عنوة ودون أن يجد من يضع له حدا، بين المغاربة وقيادتهم، مثله مثل أي درن يتموضع بين الظفر واللحم.
