محاولة تصفية سياسي بإسبانيا تؤكد تحذيرات المغرب من الشيطان الصفوي وحليفته الجزائر

هشام رماح

باعتقال الشرطة الإسبانية لثلاثة أشخاص مرتبطين بإيران، بعد ثبوت تورطهم في محاولة اغتيال السياسي "أليخو فيدال كوارداس" المتعاطف مع المعارضة الإيرانية، في العاصمة مدريد يوم التاسع من نونبر 2023، بدأت تكتمل معالم بعض ما كانت تحذر منه المملكة المغربية من كون إيران تسخر أذرعها الشيطانية لبلبلة بلدان أبعد منها إقليميا، لكنها تسعى لإثارة الفوضى فيها، عبر علاقاتها الوطيدة مع النظام العسكري الجزائري وصنيعته "بوليساريو".

ونجا "أليخو فيدال كوادراس، 78 سنة، الرئيس السابق لحزب الشعب الإسباني المنتمي إلى يمين الوسط في إقليم "كاتالونيا" من محاولة اغتيال بالرصاص وسط العاصمة الإسبانية مدريد، لتفضي التحقيقات بعد الحادث إلى اعتقال مشتبه بهم محسوبين على إيران، وهو الأمر الذي تم بعدما أفضى الضحية كونه مستهدف من إيران، بسبب دعمه المعارضة فيها، وفق ما أوردته صحيفة "Iran International".

وجاءت محاولة اغتيال "أليخو فيدال كوادراس" السياسي الإسباني من اليمين المتطرف، الذي سبق وشغل منصب نائب رئيس البرلمان الأوروبي بين عامي 2009 و2014، لتؤكد التحذيرات التي أطلقها المغرب بشأن تغول إيران وتسخيرها لأذرعها الإرهابية لتنفيذ مخططاتها في منطقة شمال إفريقيا وأوربا، متوسلة في ذلك بعلاقاتها المنسوجة مع النظام الجزائري وميليشيات "بوليساريو" الإرهابية.

أيضا، أفادت صحيفة "Welt" الألمانية بأن إيران تستعد لتنزيل مخططاتها التخريبية في العديد من مناطق العالم خاصة بالمغرب وتروم من ذلك استهداف مصالح أمريكية وإسرائيلية، وهو التحقيق الذي شدد على أن الدولة الصفوية تستعين بالنظام الجزائر والجبهة الانفصالية لتنفيذه.

وكانت المملكة المغربية سباقة في 2018، للوقوف على فظاعة ما تضمره إيران لدول معينة هي من بينها، لتقرر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران رسميا، استنادا إلى "حجج دامغة تثبت تورط إيران عن طريق حزب الله وبتحالف مع البوليساريو، في استهداف أمن المغرب ومصالحه العليا منذ سنة 2016"، كما سبق وجاء في بلاغ رسمي، صدر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في هذا الصدد.

وعودة إلى "أليخو فيدال كوارداس"، فإنه كان ضمن من أدرجتهم طهران في لائحة سوداء خاصة بكل من أبدوا تضامنهم مع الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في إيران، شهر أكتوبر 2022، بعد وفاة شابة في الحجز، وحينها اتهمت السياسي الإسباني بـ "دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية ونشر العنف والكراهية" بعدما عبر عن إدانته الشديدة لقمع الاحتجاجات من قبل النظام الخميني القائم هناك.