"العدل والإحسان".. حربائية جماعة تصمت في قضايا الوطن وتنطق كفرا فيما يضره

الكاتب : الجريدة24

23 نوفمبر 2023 - 03:00
الخط :

هشام رماح

كلما استشعر المغاربة أن الوضع يستلزم تعاضدا منهم واصطفافا بين مختلف التلاوين الداخلية نصرة للوطن ولقضاياه المصيرية، إلا واختارت جماعة "العدل والإحسان" التغريد خارج السرب وراجعت عوالقها من الحسابات لمحاولة تصفيتها في تجلٍّ رديء منها للانتهازية وترجمة حرفية للحربائية.

ومتى ارتبط الأمر بقضية المغاربة الأولى المتعلقة بالدفاع عن حوزة الصحراء المغربية بوصفها جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني الممتد من طنجة إلى الكويرة، تجد جماعة الشيخ، تلجم أفواه المريدين وتحرص على تحري السلبية المريبة والشائنة بما يسيء للقضية الوطنية، وللمغاربة ككل.

ولعل المغاربة جميعا يتذكرون كيف انتحلت جماعة "العدل والإحسان" لنفسها أعذار الصمت حينما اختارت الوجوم ولم يند عن أفواه الشيخ والمريدين ما يشجب الهجومات الإرهابية التي تعرضت لها مدينة السمارة، وكيف اختارت ميليشيات "بوليساريو" ترويع المدنيين بقذائف تنم عن توجهها المقيت، غير أن الجماعة سرعان ما ارتمت على الأحداث في غزة لتطلق العنان لمرضها تجاه الوطن، ولتعلن صراحة أنها ليست من هذا الوطن.

وعلى سبيل المثال، أين كان "حسن بناجح"، ذبابة جماعة العدل والإحسان، حينما تزلزلت الأرض تحت المغاربة في منطقة الحوز، وحينما استوجب القوة القاهرة تضافر جهود المغاربة قاطبة لتجاوز المحنة؟ حينها ضرب حول نفسه سياجا، وارتقى لبرج الشيخ العاجي مثل أي مريد ينتظر إشارة من الأخير حتى يفتح فمه.

ثم أين كان المنتسبون للجماعة ممن يؤثثون الحشود البشرية التي تجتاح مدن المغربية في رد فعل على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهم الذين ذابوا وتواروا إلى الوراء عندما استدعت الضرورة التئام المغاربة حول القضايا التي تهم الوطن وتهمهم بالضرورة.

إنها شذرات فقط من حربائية جماعة "العدل والإحسان"، تصمت دهرا وتنطق كفرا لغاية في نفوس المرضى المتحكمين فيها، والتي التي طالما تتبنى مواقفها الرامية لبث الفرقة بين المغاربة وتفتيت عضدهم، تسقط عن نفسها القناع عن وجهها البشع، وتفصل بما لا يدع مجالا للشك بأنها تنظيم إسلاموي، يتغيا الفرقة والتشرذم ويستطيب نهش الجيف والاقتيات عليها مثل أي كائن قمَّام.

آخر الأخبار