إسبانيا وفية لدعمها مغربية الصحراء والإعلام الجزائري ينفس عن آلامه بالأكاذيب

هشام رماح
في تمثل واضح للأوهام التي تستبد بالإعلام الجزائري والأحلام التي تراود الواقفين وراءه، جرى الترويج كذبا لتراجع إسبانيا عن موقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية في 2007، لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وإذ جاء الرد مفحما من "بيدرو سانشيز" عبر تغريدة على حسابه الشخصي في منصة "X"، أول أمس الثلاثاء، كونه هاتف نظيره، عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية، واتفقا على مواصلة توطيد علاقات الجارين مع دعم المغرب في الاتحاد الأوربي الذي تترأسه إسبانيا حتى متم شهر يناير 2024، إلا أن الإعلام الجزائري اختار التنفيس عن آلامه بادعاءات وأراجيف واهية.
وبكل الصفاقة المفترضة فيها روجت أبواق وذباب النظام العسكري الجزائري لتراجع إسبانيا عن موقفها الداعم للمغرب، في محاولة سافرة للتغطية عن خيبة نظام أرجع سفيره صاغرا منصاعا إلى عاصمة الجارة الشمالية بعدما حاول شد الحبل معها بلا جدوى، وأرغد وأزبد بلا فائدة.
وانتحل خدام النظام الجزائري لأنفسهم العذر للترويج للخبر المكذوب عبر التوسل بصورة لصفحة قديمة لوزارة الخارجية الإسبانية، حينما كانت "آرانتشا غونزاليس لايا" على رأسها، قبل أن تتم تنحيتها وتنصيب "خوسي مانويل آلباريس" مكانها بعدما اعترفت الحكومة الإسبانية بدعمها للمغرب وإنهاء الأزمة التي تسببت فيها الوزيرة السابقة.
وبالعودة إلى موقع وزارة الخارجية الإسبانية تتبدى أن الصفحة لم تعد موجودة البتة، وبأن ما يجري الترويج له من قبل الإعلام الجزائري، لا أساس له من الصحة، بقدر ما هو محاولة لبلسمة الجراح المثخن بها العسكر في علاقتهم الحالية مع إسبانيا.
ولم تكلف أبواق العسكر نفسها عناء التحقق من الصفحة التي تفيد بوجود باختفائها نهائيا من موقع وزارة الخارجية الإسبانية، عبر رسالة واضحة تفيد بوجود خطاء "Error 404" (الصفحة لم تعد موجودة)، لكن خرقا مثل "The Algerian Post" وما يشابهها من الموالين للـ"كابرانات" اختاروا نثر الكذب والترويج له، طمعا في انتصار وهمي يشفي غليلهم بعد الانتصارات الماحقة للدبلوماسية المغربية.