خونة الوطن: رحل "مراد الصغير" علقوا السلطات المغربية

الكاتب : الجريدة24

03 ديسمبر 2023 - 07:00
الخط :

هشام رماح

مثل الضباع القماَّمة والهائمة على وجوهها خارج الديار، ارتمى المحسوبون على طابور الخونة وسدنة السوء، على ذكرى "مراد الصغير" الطبيب العسكري، يحاولون النهش فيها، وهم يدلون بنظريات المؤامرة، التي تفيد بأن الرجل قد اغتيل بدل أن تكون يد المنون اختطفته، بعدما انقضى أجله، وقضى الله أمرا كان مفعولا.

ومن "علي لمرابط"، جهبذ زمانه إلى "زكرياء المومني"، البطل الورقي وآخرون من سقط المتاع، خرج علينا هؤلاء لينبشوا في واقعة وفاة عادية راح ضحيتها الطبيب العسكري، بعدما فارق الحياة بقسم المستعجلات في مستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة، وقد وصل إليه وهو يعاني من أعراض صحية شديدة.

وإذ يتربص مثل هكذا مصير بالكل مثل أي صرف من صروف الدهر، فلا يلزم الكثير من الجهد للتشديد على نوايا الخونة الذين وجدوا في واقعة الوفاة العادية، ما ينسجون به سيناريوهات خيالية، وهم يحاولون إلصاق تهمة وفاة الهالك للسلطات المغربية.

وراح المارقون يفصلون التهم على مقاس ما يرضيهم ويرضي الجهات التي يخدمونها بمقابل، وكأن بالسلطات المغربية متفرغة للتصفية، ولا تملك شغلا يغنيها عن الخوض في أمور مقيتة لا تستقيم إلا في عقول المرضى، أمثال هؤلاء الذين اتهموها بقتله، مقدمين خدمة مجانية لمن يخدمونهم حتى يستفيضوا في الاستيهامات.

ووفق ما جرى، فعلى هذا المنوال لا أقدار تسري على الخونة، ومتى قضوا نحبهم لأسباب مختلفة، فإن التهمة جاهزة والمتهم الوحيد والأوحد هي السلطات المغربية، وكأن الموت يفرز بين عباد الله، ولا يتجول بين ظهراني الجميع ولا يخطف ما يشاء تنفيذا لأقدار المولى تعالى، وبأنه متى تحقق الموت فهو بفعلة فاعل.

وسيرا على ديدنه خرج علينا الهرطوقي "علي لمرابط" والجاهل "زكرياء المومني" ليدلوا بما لا يعلمون ويركبوا مراكب الفرية والأراجيف والجهالة، في تبادل سافر منهم للأدوار مع ذباب النظام العسكري الجزائري، وفي تمرير بيِّن منهم للكلمة إلى أعداء الوطن حتى يتحدثوا في الأمر وكأنهم على يقين بما حدث، وقد آثروا على الجميع الصمت كرمى لرحيل جاء مثلما قُدِّر عليه في السجل المحفوظ.

وبعيدا عن هلوسات الخونة، فليس ما حدث فعلا غير التالي: لقد توصلت الدائرة الخامسة للشرطة بالمدينة، بتاريخ 12 نونبر 2023، بإشعار من مستشفى محمد الخامس حول وفاة شخص بقسم المستعجلات، بعدما كان قد وصل للمستشفى وهو يعاني من أعراض صحية شديدة، وقد مكنت المطابقات التعريفية المنجزة من تشخيص أنه مقيم بفرنسا.

في مقابل ما سبق، فقد جرى العثور على الهالك "مراد الصغير"، وهو في غيبوبة بالطريق الرئيسية لمدار "رياض تطوان"، ليتم نقله عبر سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس، بمدينة طنجة، وهي المؤسسة الصحية التي بلغها في حالة حرجة، ليقضي نحبه، بينما تم فتح تحقيق في موضوع وفاته لاستجلاء الأسباب الحقيقية للوفاة.

آخر الأخبار