وفاة "مرد الصغير".. أهل الميت صبروا والخونة كفروا

سمير الحيفوفي
لم يسمح الخونة لأهل "مراد الصغير" الذي توفي في مستشفى محمد الخامس بطنجة، أن يحزنوا لفراقه، ووجدوا في الواقعة، التي حدثت يوم الخميس 30 نونبر 2023، فرصة لغرز السكاكين التي شحذوها في خاصرة الوطن، متهمين سلطاته بتصفية الرجل الذي عاد إلى المغرب من مقر إقامته في فرنسا، لكن شاءت الأقدار أن يسلم روحه لبارئها، مثل ما قد يقع لأي كان انقضى أجله وسقطت ورقته في الحياة الدنيا.
وإذ صبر أهل الميت كفر الخونة أزلام خصوم الوطن، وراحوا يلوكون الاتهامات طمعا في الحصول على أكبر عدد من المشاهدات و"اللايكات" في سوق افتراضي اختلط فيه الحابل بالنابل، وراح كل يغني على ليلاه ويفتي بما يتبادر إلى ذهنه من ترهات وخزعبلات، مرددين تهما جاهزة تعكس فظاعة الأمراض التي تستبد بهم.
وإذ توفي "مراد الصغير" العسكري السابق، الذي أقام في فرنسا بعدما عنت إلى ذهنه ذات يوم فكرة الانشقاق عن الوطن، ظل يتحدث من هناك في كل شيء، دون أن منعه أحد أو حتى يحاول ذلك، وهو الذي لم يكن منيعا محصنا في فرنسا، فهل من كان على من يرمي لتصفيته أن ينتظر عودته للوطن، حتى ينفذ ذلك؟
لا يمكن أن يكون أحد بهذا الغباء، والسلطات المغربية حتما براء منه، ولا يمكن تصور مثل هكذا أمر إلا من قبل خونة أغبياء يتربصون بالوطن الدوائر، ويتفننون في محاولة تصفية حساباتهم معه، بعدما وجدوا أنفسهم خارجه وخارج السياق، وقرروا العبث في أمر لا يعرفون حيثياته بقدر ما هم مستعدون لشيطنة الآخرين.
وببساطة جلية، لقد خطف الموت "مراد الصغير" بعدما عاد لأرض الوطن، ولم يعترض سبيله أحد، إلى أن ألمت به وعكة صحية جعلته يراجع مستعجلات مستشفى محمد الخامس بطنجة، وهو قدر كان مكتوبا عليه، كما قد يكتب على أي كان على وجه البسيطة، لكن المرضى من الخونة زادوا في الجهالة ظنا منهم أنها علم، ليعلنوا عن مرضهم فزادهم الله مرضا.
فعلا أهل الميت صبروا والخونة كفروا.