صحيفة فرنسية: فرنسا تهدر الفرص مع المغرب بتشبثها بجزائر تعيش على ريع الاستعمار

الكاتب : الجريدة24

04 ديسمبر 2023 - 08:00
الخط :

هشام رماح

"إنه هدر حقيقي للفرص مع المملكة المغربية" هكذا نبهت صحيفة "Entreprendre" الفرنسية "إيمانويل ماكرون" ساكن قصر الـ"إيليزي" وهي تفصل في العلاقات الفرنسية مع المغرب، مقارنة مع الجزائر، في مقال جاء تحت عنوان "فرنسا والجزائر: من يضحك على ذقن من؟".

وقالت الصحيفة الفرنسية إن المغرب نجح في ما فشلت فيه الجزائر، وقد ازدهر بانفتاحه على التجارة العالمية واكتسب مواقع صناعية جديدة لمصنعي السيارات على أرضه، حتى أنه أطلق علامته التجارية الخاصة بالسيارات "Néo Motors"، غير أن عناد الرئيس الفرنسي ورغبته في رغبته في المصالحة "مهما كان الثمن" مع الجزائر لا يناسب الملك محمد السادس الذي ينأى بنفسه، نتيجة لذلك، عن باريس.
ووفق الصحيفة الفرنسية فإن الثنائي المتمثل في باريس والجزائر غير قادر البتة على الاتفاق على أي شيء، وهو أمر يستدعي التغيير، محيلة على أن النذائر التي تظهر من السلطات الجزائرية تفيد بأن الميزان مختل بين بين فرنسا والجزائر التي تعتاش على ريع العهد الاستعماري.

ولفتت "Entreprendre" الانتباه على أنه مؤخرا في شهر شتنبر 2023، حظر "عبد المجيد تبون" الرئيس الجزائري، تدريس المناهج الفرنسية في المدارس الخاصة، وخلال أعمال الشغب التي اندلعت في يونيو 2023، سمحت الجزائر لنفسها بالتدخل في السياسة الداخلية الفرنسية وقد سمحت لنفسها أن تتجرأ على التحذير من أي قمع مفرط من قبل السلطات الفرنسية، وهو أمر ينم عن عدم احترام لم يبدر إزاءه أي رد رسمي.

في مقابل، ذلك أفادت الصحيفة الفرنسية بأن تعنت النظام العسكري الجزائري باد للعيان، إذ عندما يتم طرد المواطنين الجزائريين الجانحين، ترفض الجزائر بشكل قاطع استعادتهم، كما أنها اقتصاديا ترتمي في أحضان روسيا لتقليل اعتمادها على فرنسا، في ضرب صارخ لهدف الجنرال "ديغول" الذي حرص على توقيع اتفاقيات "إيفيان" عام 1962.

وأحال نفس المصدر، على أن الجزائر تستفيد أيضا من التسهيلات الهائلة المخولة لها منذ اتفاقية الهجرة لعام 1968 والتي تنص على إصدار 300 ألف تأشيرة سنويا، ورغم ذلك فإنها تبدي رفضا باتا للتعاون مع فرنسا في شأن مكافحة الهجرة غير الشرعية، وهو الأمر الذي أثار استياء "جيرالد دارمانان"، وزير الداخلية الفرنسي، الذي ذهب إلى الجزائر العاصمة في نونبر لأجل مناقشة هذا الوضع المختل.

وحسب "Entreprendre" فإن هناك انطباع سائد بأن فرنسا تحت حكم "إيمانويل ماكرون" تريد تسهيل إعادة انتخاب "عبد المجيد تبون" رئيسا للجزائر لولاية ثانية، وهو الأمر الذي قالت إنه يجري التحضير له رغم أنه متنازع عليه في بلاده ولم يشرع لحد الآن أدنى في خلق أي انتعاشة اقتصادية أو سياسية في الجزائر.

وأوصت الصحيفة الفرنسية بان على سلطات بلدها أن تعي حقيقة الوضع الذي يفيد بأن الرئيس "إيمانويل ماكرون" متشبث ببلد مثل الجزائر، رغم أن المغرب فاقها بكثير وحقق إنجازات تجعل الاستمرار في القطيعة معه هدرا حقيقيا للفرص، مشيرة إلى أن على فرنسا، ولكي تحظى بالاحترام من لدن النظام الجزائري، أن ترسل إشارات قوية على وجود سياسة عادلة ومحترمة لكل دولة على المدى القصير والطويل.

وخلصت "Entreprendre" إلى عتاب الدبلوماسية الفرنسية، قائلة إنه وإن كان مفترضا استقبال الرئيس الجزائري بضجة كبيرة في الربيع المقبل في باريس، فيلزم قبل فرش السجادة الحمراء له مطالبته بالحساب واستشفاف مدى تحقيقه لما التزم به مسبقا.

آخر الأخبار