عندما اكتشف النظام الجزائري أنه بلا فائدة وغيابه غير مؤثر مثل حضوره

هشام رماح
يقال في المغرب "الفار المقلَّق من سعد المُش".. وهو مثل يشفي ويكفي في حالة النظام الجزائري الذي قرر أن ينسحب من كل التظاهرات التي يحضر فيها المغرب، ولم يسبب فراغا بعكس ما انعكس له جليا حجمه وحقيقته، متى لم يلفت غيابها انتباه أحد، ليكون الحضور والغياب من نظام الـ"كابرانات" سيَّان.
وإذ تحتضن مدينة مراكش أشغال النسخة السادسة من منتدى التعاون (روسيا- العالم العربي)، فإن مقاطعة النظام الجزائري الذي تحرى مواقف سلبية عديدة إزاء العديد من المناسبات التي احتضنها المملكة أو حضرها المغرب يكشف مدى سلبيته ومدى الألم الذي يستبد به، وبأن أنينه في صمت إنما هو على قدر آلامه.
وبدا جليا أن روسيا تراهن على المملكة المغربية كفاعل رئيسي ومؤثر في القارة السمراء، وفي المجال الحيوي للعرب، وهو أمر ساء الجزائر، فما كان ردها؟ ادعت أنها استغنت عن حضور هذا المنتدى، لكنها كشفت عن مدى خلطها بين شتى الأمور، واكتشفت انها بذلك تحصد وبال أمرها بعدما بدا أن غيابها مثل حضورها بلا تأثير حتى أن أحدا لم ينتبه لذلك.
ولم يؤثر غياب النظام الجزائري عن المنتدى الروسي- العربي، على سير برنامجه، ولم يزحزح المسطَّر لمناقشته ضمن جدول أعماله قيد أنملة، بقدر ما بدا أن إحجام الجزائر عن المشاركة في المنتدى الذي تحتضنه المملكة إنما هو تعبير عن حرقة وألم و"تقليقة" إنما تزيد من حظ القط وفرصه.
ولعل الجزائر ظنت أن بغيابها عن منتدى التعاون في مراكش الحمراء، ستؤثر أكثر من حضورها لفعالياته، وهو ظن خائب، مثلما كان الحال حينما قرر ممثلوها مقاطعة حفل جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي احتضنته مراكش كذلك.
وفيما تجلَّى أن الجزائر لا تتحلى البتة بأي روح رياضية، فإن مقاطعتها حفل جوائز الكونفدرالية الإفريقية الـ"كاف"،
تضامنا مع عدم تسمية "رياض محرز" ضمن المرشحين لنيل جائزة الأفضل بين لاعبي إفريقيا، لم تؤثر سلبا على الحفل ومرت الأمور بسلام ووئام، وهو أمر كان قد يكسره حضور من يمثل النظام المارق.
وعموما اختارت الجزائر مقاطعة أي فعالية، اقتصادية كانت أو رياضية أو غيرها، يحتضنها المغرب أو يحضر فيها، وهو خيار يلزمها، لكنه أيضا يحيل على مدى حجمها وبأن حضورها مثل غيابها غير مؤثر، وحسب إعلامها أن يتغنج على قراء الداخل كون النظام القائم ممانع والحال أنه "مقلَّق" فقط، وهو أمر من سعد "المش".