عبد المجيد تبون.. الرئيس المخبول الموظف من الـ"كابرانات" لقول الشيء ونقيضه

الكاتب : الجريدة24

27 ديسمبر 2023 - 10:00
الخط :

هشام رماح

متى استمع المرء لـ"عبد المجيد تبون"، الرئيس الجزائري، يتساءل هل "الرجل" مخبول أم أرعن لا يدري ما يقول؟، وهو يطلق الكلام على عواهنه يترجم به الشيء ونقيضه، مثلما قال "إننا ندعم "بوليساريو.. لكن ليس كرها في أشقائنا المغاربة"!!!

وفي خطابه، أول أمس الاثنين، أمام غرفتي البرلمان، قال الرئيس، الذي جيء به بعد إجهاض الحراك الشعبي الذي ثار في الجزائر ضد النظام العسكري القائم، إن بلاده ستستغل مقعدها "غير الدائم قريبا بمجلس الأمن للدفاع عن كافة القضايا العادلة سواء القضية الفلسطينية أو الصحراوية".

وإذ اعتاد رموز النظام الحاكم في الجارة الشرقية إقحام "بوليساريو" في كل دفوعاتهم معلنين عداءهم الأكيد للمغرب وداعين صراحة لتمزيق المملكة وفصلها عن أقاليمها الجنوبية، فإن المريب هو ما نَدَّ عن فمه وهو يحاول ذر الرماد في العيون، بالقول إن دعم الجزائر لـ"بوليساريو" لا يأتي كرها في المغاربة.

وكما استرسل "عبد المجيد تبون" كثيرا في دس السم في العسل وهو يصف المغاربة بـ"الأشقاء"، فهو أمر لا يستقيم إلا في عقل ممسوس أهوج، يتحدث ولا يدري عن أي شيء يتحدث، وهو الذي لم يترك أي رابطة تجمع البلدين إلا وقطع دابرها.

وبالعودة للمنطق الأعوج للرئيس الصوري، الذي يناصب المغرب كل العداء وهو يؤدي بذلك المهمة التي كلفه بها الـ"كابرانات"، فلم لم يقبل أن يناصر المغرب حق القبايل في تقرير المصير؟ وله أن يهضم بأن الأمر لا يعني، أيضا، كره المغاربة للأشقاء الجزائريين.

وبعيدا عن "هذه بتلك"، فكيف يفسر الرئيس الجزائري، دعمه لـ"بوليساريو" وتجنيده للمرتزقة القادمين من جنوب الصحراء، وتسليح الكيان الوهمي لشن الحرب على المغرب، إن لم يكن كرهه الشديد للمغاربة، أليست الصحراء أرض المغاربة؟ أو ليس المغرب الذي يرمي لفصله عن صحرائه هو وطنهم؟

وظهر جليا أن النظام العسكري الجزائري، يتخبط، كثيرا بعدما استفاق على التحولات الجيوسياسية المهمة، التي بدأت تطفو بقوة على سطح محيطه الإقليمي، بشكل لم يعد بإمكانه تجاهل أن الجزائر أصبحت بسياستها الرعناء وحيدة، وهي التي ظنت أنها ستفعل بالمغرب كل الأفاعيل بذلك.

ولعل التبادل السافر للأدوار بين الرئيس الصوري و"أحمد عطاف"، وزير خارجية الـ"كابرانات"، للحديث عن المغرب الأول أمام غرفتي البرلمان والثاني في منصة "أثير" المحسوبة على قناة "الجزيرة" القطرية، ما يشي بهذا التخبط، الذي يجعل المرء يقول الشيء ونقيضه.

ويبدو أنه غاب عن رموز النظام العسكري أن الكلام لا يشفي ولا يبلسم إلا النفوس المريضة، أما الأفعال فهم أبعد من يؤتونها ويعبروا حقا عن رغبتهم في مد الوصال مع المغرب وبناء "المغرب العربي" مثلما سوق لذلك وزير الخارجية الجزائري.

كذلك، لا يمكن أن تسخر كل مدخرات البلاد ومقدرات الشعب فيها لتمزيق بلد جار، وتحري كل الأعمال العدائية تجاهه، وتأتي لتقول إن المغاربة "أشقاء" وبأن دعم الانفصاليين الخونة الذين التحفوا لبوس الإرهاب، ليس كرها فيهم.

آخر الأخبار