وزير خارجية الجزائري يزوِّر الحقائق بمنطق "ضربني وبكى.. سبقني واشتكى"

الكاتب : الجريدة24

29 ديسمبر 2023 - 10:40
الخط :

هشام رماح

"ضربني وبكا سبقني وشكا"، هذه أفاعيل النظام العسكري الجزائري في علاقته "المريضة" بالمغرب، وهذا ما عبَّر عنه صراحة "أحمد عطاف"، وزير خارجيته، حينما كان يتحدث مع مواطنته "خديجة بن قنَّة" على منصة "أثير" التابعة لقناة الجزيرة القطرية، وهو يتحدث عن المملكة الشريفة.

وكشف "أحمد عطاف"، ما وصفته الصحفية الجزائرية بالسبق الصحفي "سكووب"، حينما قال إنه كُلِّفَ بربط الاتصال بناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عقب "زلزال الحوز" الذي ضرب المغرب، من أجل عرض المساعدة الجزائرية لكنه لم يُحِر جوابا على اتصالاته.

معطى المسكَنَة هذا، جعل وزير الخارجية الجزائري يتمادى في تصريف الأكاذيب على أثير "أثير" القطرية، وقد فسر ذلك برفض المملكة المغربية لما وصفها بـ"سياسة اليد الممدودة للجزائر"، لكن غاب عن "أحمد عطاف" أن الحقائق ساطعة وأن حبل الكذب قصير وأن افتراءاته مردود عليها، وذلك بالعودة إلى الماضي القريب فقط.

وفي تحوير مفضوح للوقائع، ضرب وزير خارجية الجزائر صفحا عن الحديث على العرض الذي قدمه المغرب عبر الملك محمد السادس، في غشت 2021، حينما أبدى رغبة المملكة المغربية في مساعدة جارتها من أجل إخماد الحرائق التي أتت على منطقة "القبايل"، وحينها تمنعت الجزائر ورفضت وكأن ذلك لا يعني أن المملكة استمرت في نهج سياسة اليد الممدودة وبأن الجزائر واصلت رفضها لذلك.

ثم إن المملكة المغربية ومن خلال ما تحرَّاه ناصر بوريطة، من صد لمكالمات "أحمد عطاف"، في أعقاب "زلزال الحوز"، إنما قام بردة فعل على الفعل الجزائري الشائن في صيف 2021، وردَّ بالمثل على النظام العسكري الجزائري الذي كان يحاول المتاجرة بمبادرته وتلميع صورته فقط بعدما أحس نفسه محشورا في الزاوية وبأن المغرب مضى في سبيله دون أن يعبأ به.

وتجاهل "أحمد عطاف" وزير الخارجية الجزائري، القول بأن رفض المبادرة المغربية التي أعلن عنها في غشت 2021، تلته حملة شيطانية أطلقها النظام العسكري الجزائري، ليعلق إخفاقاته في درء نشوب الحرائق في منطقة "القبايل" وليعلن المغرب هو المسؤول عن إضرام هذه الحرائق، ليظهر حكام الجزائر معدنهم الحقيقي، فهم لم يرفضوا اليد الممدودة المغربية فقط بل نهشوها.

وكان الملك محمد السادس، في غشت 2021، أعطى تعليماته بتعبئة طائرتين من طراز "كنادير"، للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق بشمال الجزائر، لكن السلطات الجزائرية صعدت الجبل وتمنعت بل وبعدما هدأت الأمور افترت عليه ضلوعه في نشوب الحرائق بعد تجنيد حركتي "رشاد" المعارضة و"الماك" القبائلية التي تطالب بالاستقلال عن الجزائر.

وكما أن سياسة اليد الممدودة ظلت علامة مغربية بامتياز، والتي عبر عنها الملك محمد السادس صراحة غير ما مرة وفي مناسبات عديدة من أجل تجاوز الخلافات البينية وبناء مستقبل مشترك بين المملكة وجارتها الشرقية، ارتأى "أحمد عطاف" تزييف الوقائع والرطن بها للتسويق خارجيا لتجميل وجه نظام عسكري بشع أتى على كل ما قد يجمع بينه والمغرب وانحاز غيلة لمنطق "ضربني وبكى وسبقني واشتكى".

آخر الأخبار