شعارات جوفاء.. "القوة الضارطة" تتخلى عن فلسطين في أول جلسة لمجلس الأمن

هشام رماح
لطالما صدع النظام العسكري الجزائري رؤوس العالمين بأنهم "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، لكن عند أول منعطف تخلى الـ"كابرانات" عن هذا الشعار الزائف وتحلل مندوب بلادهم في مجلس الأمن من أي التزام لذكر حتى اسم "فلسطين" في حضرة هذه الهيئة الأممية.
وخلافا لما روج له النظام المارق في جارة السوء من شعارات، فإن "عمار بن جامع"، مندوب الجزائر بالأمم المتحدة في أول جلسة بمجلس الأمن ثرثر لدقائق عديدة دون أن يعرج لا من قريب ولم يلمح لا من بعيد لغزة، بل استهل كلمته بتهنئة فرنسا على رئاسة المجلس في شهر يناير، قبل أن يتلفظ بكلام متخاذل حول ما يقع في البحر الأحمر.
وبدا مندوب الجزائر العجوز متخاذلا وهو يتجاهل التطرق لفلسطين وغزة التي تحت النار، وهو الذي سوقت بلاده كثيرا لكونها مساندة للقضية لتنبري إلى مقاطعة كل المبادرات العربية التي بوشرت لوقف النار، بدعوى أنها تمانع أي مهاودة أو مساومة مع إسرائيل.
وراح مندوب الجزائر يسبح في الكلام، متحدثا عما يحدث في "باب المندب" بالبحر الأحمر، مشيرا إلى أنه يهدد الاقتصاد العالمي، لكنه بلع لسانه ولم يتحدث عن فلسطين، التي تطرق إليه المندوب الروسي، ليظهر أن الشعارات التي يرفها نظام الـ"كابرانات" موجهة للاستهلاك الداخلي أما خارجيا فـ"القوة الضارطة" لا مشكل عندها مع إسرائيل.
اللافت، أن جبن مندوب الجزائر ومدى تجاهله للقضية الفلسطينية ذهب به إلى مدى أنه تحدث عما يجري في "باب المندب"، دون حتى أن يستطيع الإحالة على أن هذا الواقع ناجم عما يجري حاليا في غزة، بل ضرب صفحا عن ذلك، وراح يهذي بما لا ينفع فلسطين ولا ينصرها لا مظلومة ولا ظالمة.
وبصم عمار بن جامع"، مندوب الجزائر بالأمم المتحدة في أول جلسة بمجلس الأمن، على أن القضية التي تهم الجزائر والتي ترغب فيها في هذه الهيئة هي مناوشة المملكة المغربية ومحاولة تصريف حسابات يراها سدنة الشر في الجارة الشرقية عالقة عبر المجلس الأممي، بينما فلسطين فهي خارج وارد اهتماماتهم.
يشار إلى أن الخرجة الباهتة لمندوب الجزائر، تزامنت ورفع جنوب إفريقيا لدعوى جنائية ضد إسرائيل، وهو أمر كان سوق له "عبد المجيد تبون"، الرئيس الصوري الجزائري، لكنه احتمى بالصمت وتوارى إلى الخلف تاركا حليفته وحيدة، ليظهر معدنه الصديء وبأن رأسمال النظام العسكري المارق ليس غير الكلام الفارغ.