بعد رغبتها في التقارب مع المغرب.. "كابرانات" يبتزون فرنسا بملف "اليربوع الأزرق"

الكاتب : الجريدة24

14 فبراير 2024 - 01:00
الخط :

هشام رماح

لا ينفك النظام العسكري الجزائري يقتات على ريع الذاكرة مع فرنسا، وهو أمر سبق وأكده "نيكولا ساركوزي"، الرئيس الفرنسي السابق، محذرا "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي الحالي، من مغبَّة بناء "صداقة مصطنعة" مع "نظام جزائري فاقد للشرعية يستطيب جعل فرنسا كبش فداء لتغطية على إخفاقاته".

وبمجرد أن عبر "استيفان سيجورني"، وزير الخارجية الفرنسي الجديد عن رغبة ساكن الـ"إيليزي"، واستثماره للجهود الدبلوماسية، من أجل تذويب الخلافات القائمة بين الرباط وباريس، حتى عاد النظام العسكري الجزائري للاقتيات مجددا على ريع الذكرة عبر فتح ملف ما يعرف بـ"اليربوع الأزرق"، واستعمال مقيت له لإفشال كل تقارب مغربي فرنسي.

وفي رد فعل على سعي فرنسا فتح صفحة جديدة مع المملكة المغربية، أطلق الـ"كابرانات" العنان لأبواقهم لرفع عقيرتهم بالصراخ، بمناسبة مرور 64 سنة، لابتزاز باريس بملف ما يعرف بـ"التجارب النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية"، التي أجريت بين 1960 و1966، وهو الملف الذي ظل نظام العسكر يتاجر به طويلا وعاد إليه مجددا لثني فرنسا عن رغبتها في التقارب مع المغرب.

وزج الـ"كابرانات" بـ"العيد ربيقة" الذي يعرف في الجزائر بـ"وزير المجاهدين وذوي الحقوق في الجزائر"، ليفتح ملف التفجيرات النووية الفرنسية بالصحراء الجزائرية، رفقة 15 منظمة غير حكومية، بشأن التجارب النووية التي أجرتها فرنسا في منطقة "برقان" في أدرار، وحملت اسم "اليربوع الأزرق" (Gerboise bleue).

وجرى أمس الثلاثاء، اجترار نفس الأسطوانة الجزائرية التي تدين فرنسا، عبر التباكي والنحيب على ما فات، في محاولة سافرة للضغط على باريس، وثنيها عن المضي قدما في سعيها لتقريب المسافات مع المغرب، كما أفاد بذلك "استيفان سيجورني"، متم الأسبوع الماضي لصحيفة "Ouest- France".

وتكفلت إذاعة الجزائر الرسمية، بالترويج للملف من جديد عبر استضافة الوزير الذي قال إن التجارب النووية الفرنسية التي أجريت في 1964، لم تكن تجارب بل كانت تفجيرات نووية حقيقية أودت بالحرث والنسل، مستجيرا بذلك بتصريح سابق للرئيس الفرنسي الأسبق "فرانسوا هولاند".

وراح الوزير الجزائري يتباكى في ابتزاز مفضوح لباريس، قائلا إنه تلزم معالجة ملف التفجيرات النووية الفرنسية بالجزائر، باعتباره أحد الملفات الهامة للذاكرة الوطنية، على أن المعالجة يجب أن تتم وفق مقاربة جزائرية بالعمل الثنائي بين الجزائر وفرنسا، مضيفا أن "ملف الذاكرة" يضم مختلف الملفات المتعلقة بالذاكرة من 1830 الى غاية 1962.

 

 

 

آخر الأخبار