فرنسا ونظارة الصحراء التي يرى بها المغرب العالم

الكاتب : الجريدة24

17 فبراير 2024 - 11:51
الخط :

فرنسا ونظارة الصحراء التي يرى بها المغرب العالم

هشام رماح
جرت مياه كثيرة تحت الجسر بين المملكة المغربية وفرنسا، منذ أن دخل "إيمانويل ماكرون"، قصر الـ"إيليزي"، فكان أن عمَّر خلاف بين البلدين بسبب رفض الأخير، مغادرة منطقة الظل وتحري الشفافية في التعامل مع القضية الأولى للمغاربة بكل الوضوح المطلوب، بل وإنه حاول الضغط كثيرا على المغرب، عبر العبث في مناسبات عديدة، بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وبينما يتحرى المغرب وضوحا تاما بشأن علاقاته مع باقي العالم بناء على معيار محدد لمستقبل هذه العلاقات، يتجلى بناء على مواقف الدول من قضية وحدته الترابية، فإن هذا المُحدِّد ينحاز أيضا، إلى فرنسا، التي عبرت دبلوماسيتها عن رغبتها في تحقيق تقارب مع المغرب، كما أفاد بذلك "استيفان سيجورني"، وزير الخارجية الذي عينه الرئيس "إيمانويل ماكرون" في 12 يناير 2024".
وبعد برود دام طويلا بالنظر للعلاقات القوية التي كانت تجمع بين البلدين، فإن مسألة الصحراء المغربية تظل مربط الفرس، لطي صفحة الخلاف وتبديد التوتر القائم بينهما، وهو أمر تناوله "كريستوف لوكورتيي"، السفير الفرنسي في المملكة، الذي تحدث، ولو بشكل مبهم يحتاج الكثير من التوضيح، عن موقف بلاده من قضية الصحراء المغربية، خلال محاضرة القاها، أمس الجمعة، ونظمها مركز الأبحاث القانونية والاقتصادية والاجتماعية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية عين الشق بالدار البيضاء.
وقال السفير الفرنسي، إن موضوع الصحراء المغربية "موضوع مهم جدا، إذ كيف يمكن أن يكون لنا الطموح الذي نتحدث عنه دون أخذ الاهتمامات الكبرى للمملكة حول الموضوع بعين الاعتبار؟" مضيفا " سيكون من الساذج تمامًا ومن الغباء وقلة الاحترام النظر، تصور أن نبني ما نطمح إليه لبنة لبنة، دون توضيح هذا الموضوع، الذي يعرفه الجميع في باريس، ودون الاعتراف بالوضع الأساسي للموضوع بالنسبة للمملكة المغربية، أمس واليوم وغدا".
وجاء تصريح السفير الفرنسي، مهادنا، في أعقاب ما أعرب عنه "استيفان سيجورني" رئيس الدبلوماسية الفرنسية، حينما قال إن بلاده تروم طي الخلاف مع المغرب، والعمل على تحقيق تقارب بين البلدين، مشيرا إلى أن "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي طلب منه الاستثمار شخصياً في العلاقة الفرنسية المغربية، وهو أمر أكد على أنه سيلتزم به شخصيا.
وإذ تعد قضية الصحراء المغربية قضية مفصلية، في العلاقات المغربية الفرنسية، فإن وزير الخارجية الفرنسي الجديد، بدوره تطرق له خلال حواره مع صحيفة "Ouest- France" الأسبوع الماضي، وقد قال إن بلاده "كانت دوما في الموعد، حتى فيما يتعلق بالقضايا الأكثر حساسية مثل الصحراء، وقد أصبح دعم فرنسا الواضح والمستمر لمبادرة الحكم الذاتي المغربي، حقيقة واقعة منذ عام 2007".
ورغم التصريحات الفرنسية، إلا أن العلاقات المغربية الفرنسية لا تزال في البرَّاد، بعدما لم تعمد فرنسا بعد إلى التخلي عن غموضها وتركها المنطقة الرمادية، مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا، وهو أمر وإن كان يظل مفتوحا على جميع التكهنات، إلا أن الأكيد أن المملكة المغربية لا تناقش في المبدأ الذي حدده الملك محمد السادس.
وكان الملك محمد السادس، أكد بما لا يقبل التأويل في خطابه السامي الموجه للأمة، في 20 غشت 2022، بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب، "أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".
فهل تغادر فرنسا منطقة الظل؟

آخر الأخبار