"لوموند": الجزائر ألغت زيارة وزير الخارجية الإسباني بسبب مواقف بلاده الداعمة لمغربية الصحراء

الكاتب : الجريدة24

20 فبراير 2024 - 10:00
الخط :

هشام رماح

تعرضت صحيفة "لوموند" الفرنسية لواقع العلاقات الإسبانية الجزائرية، مشيرة إلى أن النظام العسكري الجزائري ولما لم يستطع الـ"كابرانات"، مراودة "خوسي مانويل آلباريس"، وزير الخارجية الإسباني، عن موقفه وموقف حكومة بلاده من قضية الصحراء المغربية، ارتؤوا إلغاء زيارة الأخير إلى الجارة الشرقية، في سعي لتحقيق ما وصفته الصحيفة الفرنسية بـ"مستوى منخفض تطبيع العلاقات".

وإذ كان مقررا زيارة وزير الخارجية الإسباني للجزائر، إلى حين إلغائها بقرار في الأنفاس الأخيرة، فإن "لوموند"، نقلت عن مصادر جزائرية، أن سبب الإلغاء، لا ينحاز مثلما ادعى النظام الجزائري، إلى ازدحام أجندة وزير الخارجية "احمد عطاف"، وإنما لفشله في إقناع رئيس دبلوماسية الجارة الشمالية، بإعلان موقف صريح مخالف لموقف مدريد الحالي الذي يدعم سيادة المملكة المغربية على صحرائها، بمساندتها مبادرة الحكم الذاتي.

ووفق "لوموند" فإن "خوسي مانويل آلباريس" رفض تلبية طلب النظام العسكري الجزائري، وهو أمر أثار جنون الـ"كابرانات" ما جعلهم يتراجعون عن استقباله، في تناقض سافر مع موقفهم الرامي لإحياء العلاقات مع إسبانيا، التي أعادوا إليها سفيرهم صاغرا، بعدما كانوا قرروا قطع العلاقات معها، منذ أن أعلن "بيدرو سانشيز"، رئيس الحكومة هناك، في مارس 2022، عن دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية في 2007.

وأوردت الصحيفة الفرنسية، بأن وزير الخارجية الإسباني، "أعلن أن سبب إلغاء زيارته للجزائر ينحاز إلى مشاكل في الجدولة"، محيلة على أن "عدم قيامه بهذه الزيارة، من شأنه- أن يجعل العلاقات بين البلدين عند مستوى منخفض من التطبيع، في ظل تمسك مدريد بموقفها الداعم للمملكة المغربية بشأن قضيتها الأولى المتعلقة بمغربية الصحراء وسيادتها على أقاليمها الجنوبية.

ووفق "لوموند" فإن النظام العسكري الجزائري سعى لتحقيق تقارب مع إسبانيا بعدما استشعر الـ"كابرانات" أن استمرار الأزمة معها، لا يخدم مصالح "عبد المجيد تبون"، الرئيس الجزائري، الذي يقضي حاليا شهورا حاسمة في مساره الرئاسي، وهو أمر يزداد حدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المرتقبة هذا العام، غير أن نظام العسكر اصطدم بتشبث مدريد بموقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي.

ووجد الـ"كابرانات" أنفسهم في موقف متأرجح من إسبانيا، فهم يسعون إلى تجميل عهد "عبد المجيد تبون"، ليظل باقيا في السلطة التي جاؤوا به إليها، ومن ثمة الترويج لفترته الرئاسية، التي تشارف على الانتهاء في دجنبر المقبل، على أنها كانت فترة ناجحة، وهو توجه تبدى في خطابه الذي وجهه إلى الشعب الجزائري عند حلول العام الجاري، إذ تحدث عن تحقيق العديد من الإنجازات والمكتسبات، لكن علاقاته مع إسبانيا تفيد بأن ادعاءاته لا تزال محل جدل في داخل وخارج البلاد.

آخر الأخبار