هذه أسباب إلغاء زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر

هشام رماح
بعدما تلقى النظام العسكري الجزائري صفعات متتالية من المغرب، بعد زيارة "بيدرو سانشيز"، رئيس الحكومة الإسبانية وما أعقبها من حلول "استيفان سيجورني"، وزير الخارجية الفرنسي، خرجت إلى العلن أسباب إلغاء زيارة "خوسي مانويل آلباريس"، وزير خارجية الجارة الشمالية، التي كانت مقررة إلى الجزائر في 12 فبراير 2024.
صحيفة "إل كونفيدنثيال" الإسبانية، تعرضت للأسباب الحقيقة وراء إلغاء الزيارة، والتي هي مخالفة لما ادعته الدبلوماسية الجزائرية حينها، مبررة الإلغاء بازدحام في وارد أجندة "أحمد عطاف"، وزير خارجية الجارة الشرقية، في الوقت الذي جاء الإلغاء ردا على ثبات إسبانيا على موقفها من النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ووفق الصحيفة الإسبانية، فإن سبب الإلغاء يعود بالأساس إلى رفض "خوسي مانويل آلباريس"، وزير الخارجية الإسباني، إدراج قضية الصحراء المغربية واعتراف إسبانيا بدعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي، الذي تقدمت به المملكة في 2007، ضمن جدول المحادثات التي كانت ستجمعه بنظيره الجزائري.
وأجملت "إل كونفيدنثيال"، ثلاثة أسباب دفعت إلى إلغاء الزيارة التي ظل ينتظرها النظام العسكري الجزائري منذ إعادة سفيره "عبد الفتاح دغمون"، صاغرا ذليلا إلى إسبانيا، بعد 19 شهرا من القطيعة منذ إعلان "بيدرو سانشيز"، دعم حكومته للمبادرة المغربية المتعلقة بمقترح الحكم الذاتي.
وتنحاز الأسباب إلى اشتراط وزير الخارجية الإسباني، لتنفيذ الزيارة، عدم الخوض في الموقف الذي أعلنته إسبانيا تجاه قضية الصحراء المغربية، فضلا عن اشتراطه معرفة ما سيصرح به نظيره "أحمد عطاف" بعد المحادثات، كما أن ممثلي الدبلوماسية، كانوا طلبوا نشر إعلان مشترك بعد الزيارة، يتضمن إشارة للقضية الأولى للمغاربة، وهو أمر رفضه "خوسي مانويل آلباريس"، بشكل بات، وفق نفس المصدر.
وجرى إلغاء زيارة وزير الخارجية الإسباني في الأنفاس الأخيرة، رغم التحضير المسبق لها، وهو الأمر الذي حاولت الجزائر الرد به على موقف إسبانيا الراسخ الذي أعلنته، وتسبب في قطيعة مع الجزائر التي انبرت إلى إلغاء معاهدة الصداقة التي كانت وقعتها في 2002، مباشرة بعد أزمة جزيرة "ليلى"، حينما رأت جارة السوء، في المناوشات المغربية الإسبانية فرصة لها لاستخلاص حساباتها مع المملكة الشريفة.
اللافت، أن النظام العسكري الجزائري وبعدما ألغى زيارة "خوسي مانويل آلباريس" في 12 فبراير الجاري، فوجيء بزيارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب، حيث جدد في 21 فبراير 2024،، دعمه لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، موضحا أن موقفه ثابت ولم يتغير إطلاقا.