كيف أنهت واقعة "التصرفيق" حلم آل الرشيد وابرون للسيطرة على حزب الاستقلال؟

الكاتب : الجريدة24

06 مارس 2024 - 12:10
الخط :

واقعة " التصرفيق" داخل أشغال المجلس الوطني لحزب الاستقلال الذي انعقد مؤخرا ببوزنقية، لم تكن مجرد صفعة تلقاها خد برلماني الحزب محمد الطوب على أيدي يوسف أبطوي عضو اللجنة التنفيذية للحزب.

فالصفعة وجهت بالبفعل لتيار الشمال الذي يقوده ابرون الذي ضعفت حظوظه للتحكم في دواليب حزب علال الفاسي خلال المرحلة القادمة.

كما أن الصفعة وجهت ايضا لتيار الصحراء داخل الحزب الذي يقوده آل الرشيد الذي انحصر نفوذه ولم يعد يتعدى حدود مدينة العيون بعد أن كان رقما صعبا في تحديد هوية جميع الأمناء العامين الذين امسكوا برمانة " الميزان" بعد الراحل بوستة.

ويبقى نزار بركة أكبر مستفيد من واقعة الصفعة، ومن ضعف هذين التيارين بعد ان صار مسنودا من دهاقنة الحزب بكل من فاس  والدار البيضاء والرباط ومراكش.

يدخل اذن نزار بركة للمؤتمر القادم للحزب وهو مطمئن بظفره بالولاية الثانية على رأس الأمانة العامة، مسنودا من قبل الشبيبة الاستقلالية التي عادت إلى رشدها بعد ان تخلت عن دعم تيار الصحراء.

هذا الأخير عاد إلى حجمه الطبيعي داخل حزب علال الفاسي لفشله في إنتاج بديل لنزار بركة للاستحواذ على الحزب، وأيضا فشل رهانه على النعم ميارة ليشغل  منصب الأمين العام، بعد ان انفض من حوله غالبية المؤثرين داخل حزب الاستقلال كنتيجة لخرجاته غير المحسوبة.

تراجع تيار الصحراء داخل الاستقلال، كان نتيجة عدة عوامل لعل أهمها الانشقاقات التي عرفته مكوناته التي زكاها التراجع الانتخابي لال الرشيد الذين لم يعد لهم من نفوذ سوى على قلعتهم الانتخابية مدينة العيون.

نزار بركة كان محظوظا بتراجع منافسيه الحقيقيين داخل الحزب، وعدم رغبتهم في العودة إلى الأضواء، حيث كان سيجد صعوبة في الحصول على الولاية الثانية، لو أعلن كل من توفيق احجيرة او ياسمينة بادو وكريم غلاب عن خوض هذا الغمار الحزبي.

كما استفاد بركة أيضا من انكماش تيار الصحراء الذي كان يلعب على وتر التناقضات الداخلية للقيادة التاريخية للحزب التي كانت توظف مناورات أل الرشيد في إضعاف المنافسين.

بركة محظوظ ايضا من عامل الشيخوخة وكبر السن الذي وصل إليه بعض دهاقنه الحزب، ولم يعد مهما ان يحصل على الولاية الثاني للحزب سواء عن طريق واقعة التصرفيق او الصحون الطائرة.

آخر الأخبار