"وا الكاوري ما ناش ملاح".. هكذا انفضحت القوة "الضارطة" في برنامج فرنسي

الكاتب : الجريدة24

10 مارس 2024 - 03:00
الخط :

 

هشام رماح
"وا الكاوري ما ناش ملاح".. إنها العبارة التي ترددت بصوت عال من حناجر نحو عشرين مراهقا جزائريا، أحاطوا بالصحفي الفرنسي "Antoine de Maximy" معد برنامج "J’irai dormir chez vous"، بعدما استجدوا منه الطعام وقرر نفحهم 20 سندويتشا.
هذه العبارة، وبعيدا عن ادعاءات "القوة الضارطة"، فضحت المستوى المعيشي لشعب يرزح تحت وطأة العسكر، كما ندَّ عن أفواه المراهقين، الذين كسروا طوق الصمت، وهم يشكون حالهم لهذا الفرنسي الذي عانى الويلات في الجارة الشرقية أكثر مما عاناه في 65 بلدا هو مجموع الدول التي زارها ببرنامجه الشهير.
وفي ثنايا الحلقة التي أخذت "Antoine de Maximy"، إلى الجزائر تبدى التئام البؤس الذي يعيشه الشعب الجزائري وبؤس السلطات هناك، وهي تضيق عليه وتلاحقه أينما حل وارتحل، مخافة أن يفضح ما يجري في المطبخ الداخلي لبلد يدعي قادته أنه "قوة ضاربة" والحال أنه "ضارطة"، كما كشف البرنامج.
ولم يفت الصحفي الفرنسي أن يفضح في برنامجه عناصر أمنية ظلت تتعقبه، ويتدخل بعضه لمنعه من ولوج مناطق معينة في بلد مهدد بحدوث هجمات تستهدف الأجانب أو سقوطهم ضحايا نصب أو تسميم، خلال حلولهم بالجارة الشرقية للمغرب.
وكما أن النظام العسكري الجزائري حاول مرارا تصوير المغرب في ربورتاجات منجزة بسيناريوهات عسكرية كونه جحيما، فإن الجحيم ظهر بأبلغ معالمه في البرنامج الفرنسي، لتبدو الجزائر الحقيقية مثل بلد من الأزمان الغابرة، وفق ما ظهر عبر كاميرا الصحفي الفرنسي.
وسقط القناع عن الطريقة التي يتعامل بها العسكر مع ضيوف الجزائر، والهواجس التي تتملكهم، إذ بعدما حل الصحفي "Antoine de Maximy" بمنطقة "غرداية"، انفضحت ملاحقة عسكريين له، وبعد حديث دار بين الثلاثة، ظهر أن العسكريان تلقيا تعليمات بمنعه من الذهاب إلى أي مكان، وبأنه ممنوع من المغادرة في اليوم الموالي، فضلا عن منعه من التصوير.
وحسب الصحفي الذي يقوم برنامجه على استقراء حفاوة شعوب البلدان التي يزورها في مختلف بقاع العالم، أن المراقبة التي ضُرِبَت عليه لم تتعلق بتصويره او تفاعلاته، بل من أجل الحيلولة دون سقوطه ضحية لتسمم غذائي!!!
فعلا لقد صدق المراهقون الجزائريون وهم يصدحون بعدما نفحهم الـ"كاوري" طعام أنهم ليسوا "ملاح" في بلاد العسكر.

آخر الأخبار