المغرب بلد أفعال لا أقوال وفاعل رئيسي على رقعة الشرق الأوسط

هشام رماح
وقف العالم مشدوها مما فعلته المملكة المغربية، وهي تكسر الحصار لتدخل مساعدات غذائية وطبية إلى المحاصرين في غزة من خلال معبر بري، وهو أمر وإن كشف أن المغرب هو بلد أفعال لا أقوال واتجار بمآسي الآخرين، فإنه جعل أنظار العالم تتجه نحو بلد الشرفاء الذي له وزن أكبر بكثير مما يحاول مداراته أعداؤه.
ولعل ما قالته سميرة سيطايل، سفيرة المغرب في باريس، حينما حلت، مساء أمس السبت، باستوديو قناة "France Info"، الفرنسية، يترجم هذا الوضع، وقد قالت إن استطاعة المملكة بوصفها الأولى في العالم، إدخال مساعدات إنسانية للأشقاء الفلسطينيين برا، فإن ذلك يعكس وزنها على الرقعة الدولية خاصة في منطقة الشرق الأوسط.
وبعيدا عن الشعارات الرنانة ونفخ الصدر مثلما تحرت أنظمة مارقة، وهي تتجار بالقضية الفلسطينية، نكاية في المغرب، فإن الملك محمد السادس، فصل في ما يضر خصوم المملكة، وكشف أن البون شاسع بين الشرفاء الذين يؤتون الأفعال وبين الرعاع مختلطو الأجناس الذين لا يفقهون شيئا غير ترديد الكلام مثل الببغاوات.
وإذ عند النوائب تظهر معادن الرجال والدول، بدا المغرب متفردا، وقد حلق بعيدا في دعمه اللام شروك لفلسطين والفلسطينيين، في انسجام مع ما وصفته سفيرة المغرب في باريس، حين حلولها ضيفة على نشرة الأخبار المسائية في القناة الفرنسية، بكونه "تقليد قديم جدًا في دعم الشعب الفلسطيني"، إذ تكلل بإرسال 40 طنا من المواد الغذائية، منها 16 طنا من حليب الأطفال.
وأفادت سميرة سيطايل بأن المغرب، يعد قوة قادرة على رتق الخلافات والتأسيس لسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، التي أحيا علاقته معها، لكنه لم يفرط يوما في حقوق الفلسطينيين، أو جعلها محل مساومة أو مزايدة، مشيرة إلى أن المملكة المغربية تعمل على إحلال سلام دائم على أساس حل الدولتين.
وكما يقول المصريون، فإن المغرب علَّم على سدنة الشر في جارة السوء التي ظلت تهيج الشعب المغلوب على أمره هناك، باللعب بورقة فلسطين، بينما توارى الـ"كابرانات"، إلى الوراء حينما جد وقت الجد، وانزووا إلى الظل مثل أي جرذان، لا تعرف غير قرض السفن لإغراقها بدل العمل على إيصالها لشط الأمان.