أعلام فاس وعلماؤها..عبد الواحد ابن عاشر... شيخ الجماعة بفاس ونواحيها

الكاتب : الجريدة24

17 يونيو 2024 - 01:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

"الشيخ الإمام الكبير، العالم العلامة الشهير، الحجة المشارك، الورع الناسك، الخطيب المقرئ المجاهد، الحاج الأبر الزاهد، شيخ الجماعة بفاس ونواحيها" هذا ما قاله أبي عبد الله الكتاني في كتابه "سلوة الأنفاس" عن الفقيه العالم عبد الواحد بنعاشر أحد أبرز علماء المذهب المالكي.

شهادة تكشف قيمة هذا "العالم المشارك في القراءات والنحو والتفسير وعلم الكلام والفقه وأصوله وغيرها" كما وصفه عمر رضا كحالة في كتابه "معجم المؤلفين"، متحدثا عن عبد الواحد بن عاشر الأنصاري المعروف ببن عاشر وهو من حفدة الشيخ أبي العباس بن عاشر السلاوي.

واشتهر ابن عاشر المولود بفاس في 1582 وسكن بها بدار أسلافه الكبرى بحومة درب الطويل بالمدينة القديمة، بمنظومته "المرشد المعين على الضروري من علوم الدين" التي نظم فيها الفقه المالكي، إضافة إلى "باب العقيدة والتصوف" المرجع المهم عند علماء المذهب المالكي.

وللرجل الذي ساهم في توفير الغطاء الشرعي لحركة المجاهد العياشي، 14 كتابا أشهرها وأهمها مختلف نظمه في قواعد الإسلام الخمس ومبادئ التصوف، إضافة إلى كتب أخرى متنوعة خصصها ل"شرح مورد الظمئان في علم رسم القرآن" و"شرح على مختصر خليل، من النكاح إلى العلم".

"رسالة في عمل الربع المجيب" و"تقييد على العقيدة الكبرى للسنوسي".. بعض من كتب أخرى ألفها ابن حومة الدرب الطويل حيث عاش العديد من العلماء وكان منهم بعدما ذاع صيته في العالم الإسلامي قبل وفاته عن عمر الخمسين إثر إصابته بمرض مفاجئ يسمى عاميا ب"النقطة".

هذا الداء العصبي الذي يؤدي إلى الشلل الكلي، شل قدرة الرجل على مزيد التأليف بعد مسيرة زاخرة، ويقال أيضا أنه مات مسموما بسم وضع له في نوار الياسمين، قبل دفنه قرب مصلى باب الفتوح حيث بني عليه قوس معروف غرب روضة يوسف الفاسي جوار السادات المنجريين.

وهناك حيث عاش وتوفي، فتح عينيه على الحياة قبل أن يبدأ في تحصيل العلوم بحفظ القرآن صغيرا سيما على يد الشيخ أبي عباس أحمد بن عثمان اللمطي، والشيوخ أبي العباس الكفيف الذي أخذ عنه القراءات السبع، وأبي عبد الله الشريف التلمساني وكثير منهم أخذ عنهم الفقه.

وكان قاضي الجماعة علي بن عمران واحدا من الشيوخ الذين كان لهم فضل عليه وأخذ عنه الفقه كما عن ابن عمه أبي القاسم وابن أبي النعيم الغساني وأبي العباس المكناسي وعبد الله الهواري، فيما قرأ الحديث عن العلامة محمد الجنان وأبي علي الحسن البطيوي وغيرهم كثير.

وكان ابن عاشر يتردد كثيرا في صغره وشبابه على الزاوية الدلائية من حيث أخذ الكثير عن علمائها المبرزين، قبل تميزه في جل الفنون والعلوم والرسم والضبط والنحو والإعراب وعلم الكلام والأصول والفقه والقراءات والحساب والتوقيت والتعديل والفرائض والمنطق والبيان والعروض.

وتولى لاحقا التدريس والخطابة وكان له فضل على مجموعة من طلبته ومنهم محمد بن أحمد ميارة وأحمد بن محمد الزموري الفاسي ومحمد الزوين وعبد القادر الفاسي وأحمد بن سودة، بعدما كان له فضل ووزن علمي كبير، بدليل ما قيل فيه من "لو لم يجيزوا إلا لمن أتقن ما بلغنا شيء".

يشار إلى أن ابن عاشر رحل إلى المشرق أيضا وأخذ الكثير عن شيوخ مسلمين هناك ومنهم الشيخ سالم السنهوري، كما عن الإمام المحدث أبي عبد الله العزي واشيخ بركات الحطاب، بعدما حج والتقى أيضا الشيخ عبد الله الدنوشري وأخذ التصوف عن العالمي ابن عزيز التجيبي.

آخر الأخبار