عندما كذب العسكر الجزائري على الشعب ونسج خطة "تكيتيكية" للبقاء في السلطة

هشام رماح
لا جديد يذكر والقديم يعاد في الجزائر.. فبعدما دجَّن النظام العسكري الشعب في الجارة الشرقية، واستحوذ عليه، اطمأن ليقرر، عبر وكالة الأنباء الرسمية، بلا مواربة ودون خجل أو وجل من أن ينفضح أمره، بأن الإعلان عن انتخابات مسبقة، في شتنبر المقبل، هو "استراتيجية" لإرباك الخصوم.
ويبدو أنه ليس بين رموز النظام العسكري الجزائري عاقل راشد، فكما جرى تسبيق الانتخابات، بشكل أثار الجدل، طفقت الآلة الدعائية للطغمة العسكرية، تحاول تبرير هكذا خطوة، عبر إلباس الرئيس الصوري لبوسا ثقيلا عليه، في تحضير له لعهدة أخرى، يظهر جليا أنها لن تكون الأخيرة.
وبكل الخفة المفترضة في بوق العسكر، انتحلت وكالة الأنباء الجزائرية، لـ"عبد المجيد تبون"، الرئيس الذي جيء به قسرا إلى قصر "المرادية"، وقهرا ضد من طالبوا خلال جمعات الغضب بتنحي رموز النظام الفاسد، (انتحلت) له كل الأقاويل والاشتقاقات الواهية مثل كما ضرطت بالقول، دون أن تدري حجم ما تقترفه، "من يتحكم في التوقيت يتحكم في الوضع".
وإمعانا في استغباء الشعب الجزائري، زادت الوكالة الرسمية للأنباء في الجزائر بأن إجراء انتخابات مسبقة في الجزائر في 7 شتنبر 2024، الذي يرمي الـ"كابرانات" من ورائه استدامة اغتصاب السلطة، إنما هو ضرورة تكتيكية للعودة إلى الوضع الطبيعي!!!
ولمعرفة نوايا "عبد المجيد تبون"، والـ"كابرانات" الذين جاؤوا به على ظهر دبابة إلى الرئاسة، تكفي الإشارة إلى أن الحراك الشعبي الذي اجتاح الجزائر للمطالبة بتنحي رموز النظام الذي تحكم في الجزائريين، جرت تسميته بـ"أحداث 2019".
ولم تستطع وكالة الأنباء الجزائرية تسمية الأشياء بمسمياتها، فقد تحول "الحراك"، في عهد الرئيس السابق إلى "أحداث" في عهد الرئيس الحالي، وبذلك ذهبت شعارات جمعات الغضب هباء، دون أن تستطيع حرائر وأحرار الجزائر تغيير شيء في سليقة العسكر في الثكنة الكبيرة الكائنة في الشرق.
وتعد "الضرورة التكتيكية" التي تفتقت عن ذهن العسكر بتقديم الانتخابات من أجل إرباك الخصوم كما روجت لذلك وكالة الأنباء الجزائرية، بأنه وبعد "عبد العزيز بوتفليقة"، الرئيس الذي ظل ملازما مقعده الصحي ورحل عن هذه دون أن ينبس ببنت شفة لسنوات طوال، على الجزائريين أن يستأنسوا بـ"عبد المجيد تبون"، الذي سيظل جاثما في كرسي الرئاسة.. وليؤكد أنه لا جديد تحت شمس الجزائر.