أعلام فاس وعلماؤها…أحمد المنجور عالم الأعلام ومفتي الأنام

الكاتب : الجريدة24

17 يونيو 2024 - 02:00
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

إن ما يؤكد المكانة العلمية البارزة للمحدث الفقيه الأصولي أحمد بن علي بن عبد الرحمان بن عبد الله المنجور المكناسي الفاسي، ما قيل فيه من شهادات أبرز قيمته العلمية ولامست دوره كمشارك في بعض العلوم، وقالها علماء كبار من قبيل الكتاني والإفراني وأبي سالم العياشي.

"هو الإمام علامة فاس ومسندها أحمد ابن كبير دار المملكة الوطاسية وأمينها والقيم على أمورها أبي الحسن علي بن الأمين أبي زيد عبد الرحمن المنجور".. هكذا قدمه الكتاني في فهرس الفهارس، ووصفه  في "سلوة الأنفاس" بعالم الأعلام ومفتي الأنام ومحيي الدين والسنة ونجم الأمة.

فقيه معقولي، محدث أصولي، الشيخ الإمام، شيخ الإسلام، عالم الأعلام، خاتمة علماء المغرب.. بعض من أوصاف بصمها علماء في حقه ومنهم الكتاني الذي قال عنه إنه "كان آية من آيات الله في المعقول والفقه، وكان أحفظ أهل زمانه وأعرفهم بالتاريخ والبيان والمنطق والكلام والأصول".

وكان الرجل طوال حياته شديد الاهتمام بالتحصيل "قوي التحقيق وحسن الإلقاء والتقرير، معتنيا بالمطالعة والقراءة، لا يمل ولا يضجر" بوصف الكتاني في "سلوة الأنفاس"، مؤكدا أنه "خدم العلم عمره حتى صار شيخ الجماعة" و"له صناعة في التدريس يجيد ترتيب النقول ويتأنق في الإلقاء".

وقال الإفراني عن الرجل إنه "انفرد عن أهل زمانه بمعرفة تاريخ الملوك والسير والعلماء على طبقاتهم ومعرفة أيامهم"، فيما ورد في درة الحجال أنه "كان أحفظ أهل زمانه وأعرفهم بالتاريخ وكانت له معرفة برجال الحديث"، فيما وصفه أبو سالم العياشي ب"حافظ المغرب من المتأخرين".

وما يزكي ويؤكد صدق هذه الشهادات وغيرها، حجم الأثر العلمي الذي تركه الرجل وما ألفه من كتب ومؤلفات أشهرها "شرح المنهج المنتخب في فقه المالكية"، ويعرف ب"شرح المنجور"، إضافة إلى "شرح ظريف لرجز الزقاق في الفقه" و"شرح على منظومة الونشريسي لقواعد أبيه".

وله فهرسة في أسماء شيوخه وشيوخهم، أجاز بها أمير المؤمنين أبا العباس المنصور أحمد بن محمد الشيخ بن الشريف الحسني، وهما فهرستان كبرى وصغرى، إضافة إلى كتابه "مراقي المجد لآيات السعد" الذي فسر فيه آيات شرح السعد التفتازاني على تلخيص المفتاح للخطيب القزويني.

 ومن أهم كتبه أيضا "محصل المقاصد بما به تعتبر العقائد"، وهو شرح المنجور على منظومة أحمد بن زكرى، وهما شرحان مطول ومختصر، إضافة إلى "شرح نظم علاقات المجاز ومرجحاته لابن الصباغ المكناسي" و"حاشية كبيرة على شرح الكبرى للسنوسي في العقائد وحاشية صغيرة عليه أيضا".

وموازاة مع إنتاجه الغزير، كان له فضل كبير على تلاميذه سيما أبو العز القصري الفاسي والجنان إمام مسجد الشرفاء بفاس والعلامة المعمر الجنان الأندلسي الفاسي وابن طاهر الإمام العالم المحدث وأبي المحاسن الفاسي وأخيه العارف بالله وولده أبي العباس أحمد وآخرون كثيرون.

وما كان له أن يصل إلى هذه المكانة البارزة ولا أن يكون بكل هذا التأثير والتأثر، لولا حسن بنائه لمساره منذ كان طالبا مجدا بفاس يتنقل من طلوع الفجر لما بعد العشاء، من حلقة عالم إلى أخرى في جامع القرويين ومختلف المدارس التابعة لها أو في جامعي الأندلس والأشراف ومساجد أخرى.

أكثر من عقدين قضاهما كذلك وهو يقرأ علوم القرآن والحديث والفقه والأصلين والنحو والبلاغة والأدب والمنطق والحساب، حتى أصبح عالما مكتمل المادة مشاركا بكامل معنى المشاركة، بفضل شيوخ بينهم خروف التونسي واليسيتني والعاصمي السفياني وعلي المطغري والونشريسي

آخر الأخبار