حينما ضربت فرنسا بأحلام "بوليساريو" عرض الحائط وأخرجت مرتزقتها عن طورهم

سمير الحيفوفي
المصائب لا تأتي "بوليساريو" فرادى، وكما منَّى الانفصاليون النفس بأن تعاكس فرنسا المغرب، وتنحاز إلى النظام العسكري الجزائري وأطروحته الانفصالية، فإن "كريستوف لوكورتيي"، سفير باريس في الرباط، ضرب بأحلام الانفصاليين عرض الحائط، وليؤكد على أن بلاده مع المملكة ومع مقترحها القاضي بالحكم الذاتي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وعلى منوال إسبانيا، التي ذهبت آمال الانفصاليين ورعاتهم في الجزائر، إلى أن تتراجع عن موقفها الداعم لجارتها الجنوبية، أبدت فرنسا عبر سفيرها عزمها للمضي قدما بعيدا عن المنطقة الرمادية، في قضية تعد الأولى للمغاربة والمغرب ككل.
وجاءت تصريحات السفير الفرنسي، أثناء ندوة نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بالرباط، تناول فيها موضوع "العلاقات الفرنسية المغربية: رهانات وآفاق"، لتؤكد على أن فرنسا ليس كما تراهن على ذلك "بوليساريو"، وبأن ما بدا للانفصاليين "بشائر"، تحول لـ"نذائر" بعدما فطن "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي إلى ضرورة تثمين العلاقات مع المملكة المغربية كشريك استراتيجي، قد تخسره إلى الأبد في حال استمرارها في المنطقة الضبابية.
وقال "كريستوف لوكورتيي"، سفير فرنسا بالمغرب إنه "لطالما وقفت فرنسا إلى جانب المغرب منذ افتعال النزاع حول الصحراء"، ليستطرد بأن بلاده سلحت المملكة بل وتدخلت بجيشها ضد الجبهة الانفصالية مرات عديدة، وهي التصريحات التي أخرجت الانفصاليين عن طورهم، لينتقلوا من رهانهم على فرنسا إلى النقيض ومهاجمتها، ثم اتهامها جزافا بما يكشف طينة الانفصاليين الذي انقلبوا على أعقابهم على حين غرة.
واتهمت "بوليساريو" فرنسا بأنها "المسؤولة عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت وما زالت ترتكب ضدها وأنها المعرقل الرئيسي لمجهودات المنتظم الدولى لإنهاء صراع الصحراء"، لكن من شأن فضح المرتزقة لحقيقة تقلباتهم، أن يتسبب في خلق زخم قوي للموقف الفرنسي باتجاه الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء.