أعلام فاس وعلماؤها..ابن غازي اشتهر بالتدريس في عهد بنو وطاس

الكاتب : الجريدة24

10 مايو 2024 - 05:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

يعتبر العلامة الحافظ المحدث أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن غازي العثماني المختاري المكناسي من بين أهم الأعلام المغاربة اعتبارا لمشاركته المهمة والكبيرة في علم الحديث ومكانته فيه ولفضله على مجموعة من تلاميذه وأعلام تخرجوا على يديه وذاع صيتهم في هذا المجال.

نزل ابن غازي بفاس في سنة 891 هجرية ومكث بها واستقر في منز بالبليدة بحومة الاصدع في المدينة العتيقة، طيلة 28 سنة إلى أن وافته المنية ودفن بها، في فترة خصصها لتدريس مختلف الفنون العلمية بكرسيه المعروف بكرسي ابن غازي، الذين تخرج منه علماء وأعلام.

وكان هذا الرجل من بين أكثر العلماء الذين اشتهروا بالتدريس فوق الكراسي العلمية في عهد الدولة الوطاسية، ودرس على كرسيه علماء من قبيل أحمد بن محمد بن محمد المعروف بابن جيدة المديوني الوهراني، نزيل فاس وقد كان يدرس العمدة في الحديث والرسالة القيروانية.

ومن أشهر تلاميذه محمد بن عبد الواحد الغزال الذي كان أبرز تلاميذ كرسيه واحد من كراسي بني وطاس كما كرسيي البخاري بشرحه فتح الباري والونشريسي، وكرسيان للرسالة القيروانية إضافة إلى كرسي التهذيب بالمدرسة المصباحية الذي درس فيه الونشريسي بعد وفاة والده.

هو "شيخ الجماعة بها الإمام العلامة البحر الحافظ الحجة المحقق الخطيب جامع شتات الفضائل خاتمة علماء المغرب وآخر محققيهم ذو التصانيف المفيدة العجيبة" كما وصفه التنبكتي في "نيل الابتهاج" دليل على مكانته وجهوده في علم الحديث من حيث قراءاته وسماعه وروايته للكتب.

وتحدث عبد الحي الكتاني عن أنه "فهرس نفيس جدا في نحو سبع كراريس، ما أعذب سياقه وأجمل طرقه وأصح وأعذب موارده، بناه على استدعاءات وردت عليه من تلمسان سنة 894 فما بعدها، افتتحها بحديث الأولية ثم بترجمة مشايخه وعددهم سبعة عشر الذين أجازوه".

ومن المشايخ الذين أجازوه أبو عبد الله محمد بن الحسن بن حمامة الأوربي التجيبي الشهير ب"الصغير"، وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم محمد بن يحيى بن أحمد النفزي الشهير ب"السراج الفاسي"، وأبو الفرج محمد بن محمد الطنجي والقاضي أبو محمد عبد الحق الورياكلي.

وأكمل الشيخ ابن غازي ثبته المذكور سنة 896 فأجاز له العلامة ابن مرزوق الكفيف عامة بجميع أسانيده عن سلفه وغيرهم في كراسة ألحقها به تعرف بالذيل، حسب ما ورد في "فهرس الفهارس" كما استجار له صديقه الشيخ الشهير أبو العباس زروق من حافظي مصر وآخرون كثيرون.

وبذل جهودا في علم الحديث الذي اعتنى به عناية كبيرة بعدما اهتم بقراءة وسماع وحفظ الكتب الحديثية وأخذها عن أفواه الشيوخ مسندة إلى رواتها. وألف فيها عدة مؤلفات من قبيل "إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الحبيب" و"التعلل برسوم الإسناد بعد انتقال أهل المنزل والناد".

ومن مؤلفاته أيضا "الفوائد المستخرجة  من حديث: "يا أبا عمير ما فعل النغير"، إضافة إلى فهرسته الحافلة بالإجازات والأسانيد الموصلة لكثير من المؤلفات والكتب الحديثية، كما كتابه "الذيل على التعلل برسوم الإسناد" الذي أجازه له العلامة ابن مرزوق الكفيف عامة بجميع أسانيده.

كل ذلك وغيره تتويج لمسار علمي زاخر استهله منذ استقر بفاس قادمة من مكناسة التي ولد فيها قبل احتكاكه بشيوخ كان لهم عليه فضل كبير، بفضل كراسيه التي أقامها قبل وبعد توليه الخطابة بفاس الجديدة والإمامة بجامع القرويين، حيث "لم يكن في عصره أخطب منه".

آخر الأخبار