أبو بكر الجامعي.. عندما يختلط النقد والحقد عند بيدق خصوم الوطن

سمير الحيفوفي
بوْنٌ شاسع بين النقد والحقد، وفي خضم هذا البون دارت طواحين الأيام، بشكل كشفت معه المعادن الصدئة التي جُبِل منها أشخاص أمثال المدعو "أبو بكر الجامعي"، فكما أنه أوهم الجميع في بداياته بأنه ناقد وناصح أمين، ظهر بعد ذلك لهؤلاء الجميع، بأنه مجرد حاقد على وطن، باعه بحفنة من الأوروهات، وراح يكيل له كل ما يلقنه إياه خصوم هذا الوطن.
وأكيد أن لا أحد الآن تلتبس لديه نوايا "أبو بكر الجامعي"، الذي اختار أن ينعق خارجا، بما يرضي خواطر أعداء المغرب، ولذلك ارتأى أن يتخصص في ترجمة مساعي تفتيت الوحدة الترابية، والشرود بعيدا عن إجماع الأمة المغربية حول قضيتها الأولى الصحراء المغربية.
وانكشفت نوايا "أبو بكر الجامعي" جلية، وقد قرر الإطلالة عبر خرقة إسبانية معروفة بعدائها للمغرب وموالاتها لـ"بوليساريو"، حيث وعبرها تكفَّل هذا المارق بقول ما لم يستطعه خصوم المغرب، واقترف في حق الوطن الذي آواه وآمنه من خوف، كل الآثام وهو يستكثر عليه مقترح الحكم الذاتي الذي حظي بإجماع العالمين إلا الأعداء منهم، كونه الحل الأمثل لفض النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ولربما ظهور "أبو بكر الجامعي"، في هذا الأوان، ليدلي بدلوه المقيت في القضية الأولى للمغاربة، ليس وليد الصدفة، فكما أن الجميع ظن أن النسيان تآكله، جاء أوانه كبيدق ليزج به خصوم الوطن، في الرقعة التي تتعارض فيها مصالح المغرب مع خصوم استمالوه واستدرجوه، وهو المعروف بولائه للدولة العميقة في فرنسا، التي يزعجها كثيرا التقارب المغربي الإسباني.
ولأن الوضع القائم حاليا بين البلدين الجارين، لا يسر فرنسا وحديقتها الخلفية الجزائر، فقد جاء وقت "أبو بكر الجامعي"، ليلعب لعبة قذرة، ملتحفا رداء الأكاديمي العارف بأدبيات النقد، والحال أنه قام بخدمة لتصريف الحقد تجاه المغرب، عبر صحيفة كاتالونية انفصالية، إنما تنشد البلقنة والتشرذم أكثر من أي شيء آخر.
ولعل المتابع لما يرتكبه "أبو بكر الجامعي" من فظاعات، منذ بداية الألفية الثالثة، لا يغفل أنها تأتي بعدما يدار زر تشغيله من طرف المتحكمين فيه، الذين بذروا فيه بذرة السوء، وسقوها بماء الميازيب حتى أخرجوا للوجود مسخا يهاجم وطنه ولا يبغي عن تشويه صورته والسعي نحو تمزيقه عوجا.
ولا مراء في أن هذا الأكاديمي المُحدَث قرر أن يقول في وطنه، ما لا يجوز ولا يغتفر، كرمى لمن ينظرون بعيون ملؤها الريبة من إحياء العلاقات المغربية الإسبانية، وما ترتب عليها من اعتراف من حكومة "بيدرو سانشيز"، بما لمبادرة الحكم الذاتي من صدقية وواقعية وموثوقية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وعموما إنها ملاحظات في حق شخص تبدت سرائره مكشوفة للجميع، وتشي له ولأمثاله بأن من باع بلاده وخان وطنه، مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص يكافؤونه.