أعلام فاس وعلماؤها…ابن هارون لازم ابن غازي المكناسي واستفاد منه

الكاتب : الجريدة24

02 أبريل 2024 - 11:00
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

استفاد الإمام الخطيب أبو الحسن علي بن موسى بن علي ابن هارون المطغري نسبة إلى أصله من مطغرة تلمسان، كثيرا من ملازمة شيخه الإمام أبى عبد الله محمد بن أحمد بن غازي العثمانى المكناسي، طيلة سنوات خلال مقامهما بفاس وسار على خطاه في بصم اسمه بين علمائها وأعلامها.

وحصل عنه علما جما وجمع عليه القرآن بالقراءات السبع، بعدما كان قارئه في العديد من دروسه من الموطأ والمدونة والعمدة والتفسير والعربية والحساب والفرائض ومختصر خليل، منذ حلت عائلته بفاس قادمة من مطغرة، فرارا من العدو الذي حاصر سبتة وضيق عليها وعلى أهلها.

وكان جد ابن هارون من بين الوافدين على فاس التي ولد فيها الشيخ أبو الحسن وأبوه موسى خلال فترة المرينيين، قبل أن يطلب العلم فيها ويحتك بابن غازي الذي لازمه حتى توفي، إذ درس أيضا المدونة فوق كرسي بمدرسة الوادي بالمدينة القديمة، ونقل التقييد عليها منه.

هذا النقل الجيد للتقييد على المدونة وسع شهرته لحد إقبال الطلبة عليه كثيرا ويحكى أنه كان يخرج بعد الفجر ليتلو جماعة من الطلبة عليه، القرآن بالسبع قبل أن يصلي الصبح، و"بعد الفراغ من الحزبين يصعد كرسي الرسالة ليقرأ فيه مع العامة ويخرج فيه لحكايات عامية وغيرها".

وكانت تلك يومياته كما حكاها من عرفوه، مضيفين أنه كان ينزل من الكرسي ويدخل المقصور أو مصرية أو داره، ليذهب بعد ذلك لمدرسة العطارين لتدريس المدونة. ويحكى أنه كان ينقل التقييد كأنه طالعه حينئذ لكثرة خدمته المدونة عند الشيخ ابن غزي في مجلس نفسه.

ويقال إنه كان في وقته شيخ الجماعة وكون مجلسه في مختصر خليل وغيره، يحضره كبار العلماء والطلبة ومنهم اليسيتني والعبسي والعدي والزقاق والونشريسي أبو محمد وغيرهم كثير ممن عاشروا هذا المفتي الخطيب بالقرويين الذي لا ينكر أحد فضل شيخه ابن غازي عليه.

ولم يكن ابن غازي وحده الذي أخذ عنه، بل أيضا شيوخ آخرين منهم أبو العباس أحمد بن علي المنجور، إضافة إلى أبو راشد يعقوب بن يحيى اليدري الذي لازمه كثيرا وسنينا قدرتها المراجع ب18 سنة، إلى أن مات في سنة 951 للهجرة، عن عمر يناهز حوالي 80 سنة.

ويحكى أنه الناس احتفوا بجنازته وكون السلطان أبو العباس أحمد الوطاسي حضر في دفنه، ما يؤكد مكانة هذا المتفنن الخطيب المفتي العالم المتيقن، ودرجة احترام الناس كما لشيخه ابن غازي الذي لازمه نحو 29 سنة وختم عليه 20 ختمة بالسبع، و10 ختمات بالبخاري.

وما يمكن التطرق لحياة هذا الرجل دون ذكر صفحات منها رافق فيها علماء وشيوخ أخذ عنهم من قبيل الناظم الناثر والفقيه الحيسوبي الفرضي أبي حفص عمر بن عبد الرحمان بن يوسف الجزنائي، والفقيه المحصل المشارك المصنف أبي العباس أحمد بن يحيى بن محمد الونشريسي الفاسي.

وكان الونشريسي صاحب كتاب "المعيار المعرب عن فتاوي إفريقية والمغرب"، يحضر مجلس المترجم في مختصر خليل وغيره، فيما أخذ ابن هارون أيضا عن الفقيه الإمام العلامة النوازلي قاضي الجماعة بفاس، وأبي عبد الله محمد ‏اليفرني المكناسي الفاسي، الشهير بالقاضي المكناسي.

آخر الأخبار