خلفيات صراع النظاراتيين وأطباء العيون وطلبة كليات الطب العامة والخاصة

الكاتب : الجريدة24

27 يونيو 2019 - 10:20
الخط :

فاس: رضا حمد الله

كثرت ردود الفعل الغاضبة من قبل ممتهني مهنا مختلفة ابتليت بمقتحميها ممن لا تتوفر فيهم شروط الأهلية العلمية أو التجربة المقرونة بدراسة التخصص. وزادت حدة التدافع بين الطرفين بشكل نشر غسيله على نطاق واسع في أشكال وتجليات مختلفة من قطاع إلى آخر.

واقع المهن العشوائية الموازية، قديم، لكنه لم يثر هذه الردود إلا في السنوات الأخيرة، إلى حد تحول الأمر إلى تراشق بالاتهامات ومواجهات كلامية بين أطراف نزاع مفروض أن تحسمه الدولة بطريقة لبقة لا يتضرر منها أي ضرر، لكنها اختارت الصمت في كثير الحالات.

ولعل أكبر مواجهة وتدافع عرفه قطاع الأسنان بين أطبائها وصانعيها. الفئة الأولى التي تتسلح بما درسته وتعلمته، تحاول إزاحة الثانية المسلحة بتجربتها في صناعة الأسنان التي كانت إلى حين ملجأ أطباء طالما استعانوا بخدماتها، قبل أن يتحول الأمر رأسا على عقب إلى حد الرفض التام.

صانعو الأسنان متشبثون بحقهم في مزاولة جزء من مهنة، مقتنعين بعدم أهليتهم لإجراء عمليات جراحية، لكن الأطباء لا يقبلون إلا بحل الإزاحة، وهو الواقع الذي يعيشه قطاع النظارات حيث الصراع محتدم بين طرفيه المماثلين خاصة المرخص لهم الذين يطمحون لاجتثاث الدخلاء على القطاع.

هذا التدافع الذي ينذر بتطورات، يطول مهنا وبينها الصحافة والإعلام والتعليم الخصوصي بين المهنيين والدخلاء، في ظل وقوف الدولة أحيانا موقف المتفرج حيال وضع مفروض أن يكون محط اهتمام رسمي وتدخل يضمن العدل بين الأطراف وعدم الانصياع مع هذا الطرف وذاك.

هذا التدافع يختلف المعنيون في تفسيره، بين حماية قطاعات أصبحت ملجأ كل من هب ودب حتى من دون التوفر على الشواهد والشروط المطلوبة لامتهانها، وهو سبب مغلف لأسباب أخرى تبقى خفية ومنها ضرب المصلحة المادية لفئة معينة تضررت نسبيا من هذه العشوائية.

الكثير من ردود الفعل الغاضبة من ضبابية تلك المهن والقطاعات، يحركها "قصف الجيب"، بعد أن غزا بعض تلك المهن، أصحاب الشكارة ومنها حتى قطاعي الصحة والتعليم اللذين لجأ للاستثمار فيهما، من لا يتوخون من ذلك، إلا الربح الكثير من قطاعات مذرة للدخل.

الجانب المادي محرك أساسي أيضا في قطاعات أخرى كما المبصاريين والإعلام وغيرها من قطاعات أضحت "مهنة من لا مهنة له"، ما يغضب مهنيين ويرتاح له دخلاء بعضهم اكتسب المهنية والحرفية بما راكمه من تجربة خاصة في قطاع صناعة الأسنان على سبيل المثال لا الحصر.

آخر الأخبار