عندما جنى "فؤاد عبد المومني" على البهائم وشبه نفسه بها

هشام رماح
يبدو أن البقر تشابه على "فؤاد عبد المومني"، خائن الأمانة، لحد جعله يقدح في البهائم، وهي أسلم من أن تكون خائنة وأنقى من أن تنقلب على أعقابها، مثلما اختار شيطان الإنس، حينما ساق البهائم جورا في حديثه عن ماضيه، وهو يقول إنه كان "بهيمة" حينما قبل الاشتغال مدير لمؤسسة "أمانة" التي استنزفها وتركها خاوية على عروشها.
واقترف "فؤاد عبد المومني" جرما كبيرا وهو يحاول النيل من البهائم، ظنا منه أنه يسمو عليه، بينما العكس صحيح، فلعلنا نرجو أن يكون فعلا "بطل الديجيتال" هذا بهيمة و"يُنقِّطنا" بصمته، حتى لا يخدش مسامعنا، بأسفه الكلام وساقطه، حتى في مناسبة تخشع لها القلوب وتخضع لها الرقاب مثل الوفاة وتوديع الراحلين، مثل رفيق دربه "عبد العزيز النويضي"، الذي ودع هذه الحياة الدنيا.
ولئن كان محرما شرعا تشبيه بني الإنسان بالبهائم والدواب، كما ذم أهل الإبل وتشبيههم بقسوة قلبها ومدح أرباب الأغنام وتشبيههم بصفاء قلوبها، إلا أن "فؤاد عبد المومني"، هو أحط من البهائم كلها، ما دام يتلبس به الشيطان، بوقد انقلب خائبا على عقبيه، وراح يضرط الكلام، ويتحسر على فترة إدارته لمؤسسة "الأمانة" على اعتبار أنه كان خانعا صاغرا حينها، لكنه الآن كسر كل القيود.. فلا أحد يستطيع أن يكون بمثل صفاقة أن تأكل مع الذئب وتبكي مع الراعي.. حتى البهائم.
فهل يحق لـ"فؤاد عبد المومني"، أن يضحك على الذقون ويحاول النيل من الباحثين عن وظائف؟ لا. لكنه يصر أن يجعل من نفسه مخلوقا "ساميا" على ما دونه، في تجسيد سافر وتكريس مقيت لمرض "هداءات العظمة" الذي يستشري في نفسه الخبيثة الأمارة بالسوء.. التي يحاول أن يوهمنا أنها بلغت درجة الاطمئنان بعد "الزهد" في الوظيفة.
وقد تنطلي حيل "فؤاد عبد المومني" الذي اجتمع فيه ما تفرق من أرذل الصفات، على من يغردون من فراخ "النضال"، الذين بالكاد فقست بيوضهم، لكنه لن يستطيع أبدا تغطية الشمس بالغربال، ولا درء الحقائق التي تبرق من كل جانب وتورطه في فضائح جمة لاحقته اثناء إدارته لمؤسسة "الأمانة"، والتي يظن نفسه قادرا على أن يتخلص من أدرانها عبر ادعاء العفة والزهد والتحاف رداء البطولة أمام الفراخ وفي عالم الـ"ديجيتال".
إنها فعلا أفعال لا تستطيع أن تؤتيها البهائم، فهي أسمى من تنزل نفسه في درك لا يبلغه إلا الخونة ممن خانوا "الأمانة"، وخانوا عهد "ما لله لله وما لقيصر لقيصر"، وراحوا يزايدون على الباحثين عن وظائف تغنيهم عن مدي اليد، وانبروا أيضا إلى خيانة أعظم بعدما أكلوا الغلة وراحوا يسبون الملة.