الجزائر ماضية في استعداء الإمارات وإسبانيا خوفا من مشاريع الطاقة في المغرب

الكاتب : الجريدة24

08 مايو 2024 - 09:00
الخط :

هشام رماح

اختلطت الأوراق على النظام العسكري الجزائري، بعدما تناهى إلى علمه سعي "شركة أبوظبي الوطنية للطاقة" المعروفة اختصارا بـ"طاقة" (TAQA)، للاستحواذ بشكل كامل على "Naturgy"، التي تعد أكبر شركة في إسبانيا للغاز الطبيعي.

هذا الأمر جعل النظام الجزائري يتصل بوكالة الأنباء الدولية "رويترز"، لإخبارها بأن شركة "Sonatrach"، الخاصة بالغاز الطبيعي في الجارة الشرقية، وفي حال إتمام هذه الصفقة ستراجع العقد المبرم بينها وشركة "Naturgy"، بل وقد يتعدى ذلك وقف إمدادها بالغاز.

وهدد النظام العسكري الجزائري شركة "Naturgy"، التي تعد ثاني أكبر زبون للغاز الطبيعي الجزائري بعد العملاق الإيطالي "ENI"، بإلغاء العقد المبرم معها في حال تملكها من طرف شركة "طاقة" الإماراتية، وهو ما يعد خطوة جديدة في مسار استعداء دولة الإمارات العربية المتحدة من طرف الـ"كابرانات".

اللافت، أن من اتصل بـ"رويترز"، ليبلغ بموقف الجزائر المعادي للإمارات عبر هذه الصفقة، هو المستشار الخاص لـ"عبد المجيد تبون"، الرئيس الجزائري، والذي كُلِّف ببعث رسالة مفادها أن الجزائر تبحث عن الدفاع عن مصالحها عبر إعمال ورقة الغاز الطبيعي، خاصة ضد البلد الخليجي الذي لا يساير الـ"كابرانات" في جنونهم.

وإذ استعدت الجزائر كثيرا الإمارات العربية المتحدة، عبر حملات إعلامية انطلقت منذ 2022، تروم النيل من البلد الشقيق من خلال اتهامه بـ"الشيطنة"، فقد وجد حكامها في الصفقة مناسبة لمحاولة الضغط من جديد على إسبانيا التي اعترفت بمشروعية مقترح الحكم الذاتي لحل النزاع، الذي تذكيه الجزائر بشأن الصحراء المغربية.

وبينما ترتبط الجزائر عبر شركة "Sonatrach" مع "Naturgy" الإسبانية بعقد يقضي بالتزود بالغاز الطبيعي ومن ثمة يجري توزيعه على الجارة الشمالية وبعض البلدان الأوربية، انتاب الجنون الـ"كابرانات" بشكل جعلهم يقررون خوض مغامرة غير مسحوبة بوقف إمداد الغاز عن الشركة.

ولأن رأس المال جبان، فإن من شأن تنفيذ الجزائر لوعيدها لإسبانيا، في حال اقتناء شركة "طاقة" لـ"Naturgy"، أن تكون له عواقب وخيمة على الجزائر، التي يحتفظ لها المنتظم الدولي بعدم الاستقرار وبرعونة قرارات حكامها، الذين يتخذون خطوات غير مسحوبة ووفق أهوائهم.

من جهتها أوردت نشرة "Maghreb Intelligence"، بأن تهديدات الجزائر لإسبانيا بشأن الصفقة تنبعث من تخوفها من العلاقة القوية التي تجمع بين دولة الإمارات العربية والمملكة المغربية، ومن إمكانية مساهمة شركة "طاقة" بالغاز الجزائري في النهوض بالمشاريع الطاقية التي يحتضنها المغرب.

ومن شأن موقف الجزائر أن يزيد في توتر علاقاتها مع إسبانيا، التي تعتمد لضمان أمنها الطاقي على الغاز الطبيعي الجزائري، بنسبة تصل إلى 30 في المائة.

آخر الأخبار