حينما فقد الرئيس الصوري تبون الذاكرة في يوم الذاكرة وانشغل بمعذبه المغرب 

الكاتب : الجريدة24

09 مايو 2024 - 11:00
الخط :

هشام رماح

الغباء يستمر إلى الأبد.. وهو أمر مقدَّر على حكام الجارة الشرقية، ورئيسهم الصوري "عبد المجيد تبون"، الذي اعترف بعظمة لسانه، في خطاب ألقاه أمام الجنرالات الجزائريين، يوم أمس الأربعاء 8 ماي 2024، بمناسبة ما يعرف هناك بـ"اليوم الوطني للذاكرة"، بأن بلاده معنية بقضية الصحراء المغربية وبأنها طرف أساسي في مسار حل النزاع المفتعل بشأنها.

وكما أن "عبد المجيد تبون" تجاهل الحديث عن ضحايا المجازر الأليمة، التي وقعت قبل 70 عاما، في كل من مدينة سطيف وقالمة وخراطة، فإنه صادر للجزائريين حق الترحم عليهم، وجعل من المناسبة فرصة جديدة لمناكفة المملكة الشريفة، والقول بأن بلاده لم ولن تتخلى عن "بوليساريو".

وآثر بذرة "محمد بوخروبة" المعروف بـ"الهواري بومدين"، إلا أن يتحدث عن المغرب، مدعيا شرفا لا يملكه ولا الـ"كابرانات" التي لا تعرف خوض الحرب بقدر نهب مقدرات البلاد، بأن بلاده تدافع عن "بوليساريو" مثلما تدافع عن فلسطين، وذلك في تسويغ فظيع لمقارنة لا تستقيم وفي ترديد بائس لأسطوانة مشروخة تلقاها ومن معه ممن بذر فيهم بذرته قبل أن يغادر الحياة.

لكن، أين يتجلى دفاع الجزائر عن فلسطين؟ في اللا شيء بالطبع، اللهم البطولات الافتراضية التي يدعيها النظام وأزلامه، وهم الذين منعوا خروج حتى الناس إلى الشارع لإبداء التضامن مع الفلسطينيين عامة والغزاويين على وجه الخصوص.

وبكل الحقد المبين عرج "عبد المجيد تبون"، على المغرب، الذي ينام عليه ويستفيق به، بعدما كلفه حكام الثكنة بمهمة تنفيذ أجنداتهم لتمزيق المغرب، وتصويره عدوا أزليا يعلقون عليه خيباتهم ويبقون به جاثمين على صدور الجزائريين.

وبالعودة إلى الغباء المستمر، فإن الرئيس الجزائري، لا يمكن أن يكون أغبى مما هو عليه، إذ بينما تدعي بلاده أنها ليست طرفا في قضية الصحراء المغربية، لا يفتأ ومن يدورون في فلك الـ"كابرانات" يناقضون أنفسهم ويعلنون صراحة أنهم المعنيون ومن يمددون النزاع المفتعل حولها.

ولغريب أمر "عبد المجيد تبون"، فهو كمن فقد ذاكرته، ولم يتحدث عن الذاكرة في يوم الذاكرة، بل استرسل في الكلام عن المغرب، ليعبر كثيرا على أن الأخير، يعذبه ويقض مضجعه هو ومن جاؤوا به إلى قصر "المرادية" ليكون "كركوزا" يردد أمامهم، كما حدث أمس الأربعاء، ما لقنوه إياه بالحرف.

آخر الأخبار