الأيام المفتوحة للأمن باكادير تطلع الجمهور على طريقة اعتقال الإرهابيين

أمينة المستاري

فوجئ مواطنون بمرور حافلة تقل سياحا أجانب أمامهم، اشرأبت الأعناق لمتابعة مسيرها وهي تتجه نحو سور كبير قبل أن تنعرج. كان المرشد السياحي منهمكا في تقديم شروحات ومعلومات ويطلب من السياح النزول من أجل التعرف على بعض المآثر التاريخية، لكن الجميع فوجئوا بسيارة تطارد الحافلة، ويترجل منها شخص مجهول يحمل سلاحا ويقتحم الحافلة.
انطلقت أصوات تطالب السياح بالتزام الهدوء وارتفع صراخ المرشد والسائق في محاولة لمعرفة ما يقع، قبل أن يتبين أن الأمر يعلق بعملية اختطاف، انخرط فيها أحد الركاب المنتمين للمجموعة الإرهابية.
"غي بشوية ما ديرنالكم والو، شكون نتوما، غادي نعيطو للبوليس"..لم يطل الأمر، فقد اتصلت إحدى الدوريات التي مرت بالمكان بالمصالح المركزية، التي أبلغت عناصر القوات الخاصة للقيام بعملية إطلاق سراح الجانب وشل حركة العناصر الإرهابية.
لم يطل الأمر، فقد وصلت العناصر على متن سيارات حرس ومصفحة ومزودة بآخر التقنيات والتجهيزات، وتمت محاصرة سيارة المختطفين وإيقاف السائق، فيما تمكنت العناصر من اقتحام الحافلة من إحدى النوافذ ليسمع إطلاق النار، وتنتهي العملية بإيقاف المختطفين الذين حاول أحدهم المقاومة لكن دون جدوى، فقد كان تدخل القوات الخاصة صارما وتم تأمين عودة الحافلة سالمة.
في تلك اللحظة انطلقت الزغاريد وتصفيقات الأطفال الصغار، الذي وقفوا أمام الحواجز بمعرض الأيام المفتوحة للأمن الوطني بأكادير، وأمامهم وقفت عناصر القوات الخاصة التي قدمت سيناريو محاكاة عملية اختطاف رهائن من طرف إرهابيين، وحظيت الفرقة بإعجاب المواطنين الذين حجوا بكثرة أمس السبت، لمشاهدة عروض قدمتها العناصر الأمنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني...عملية تابعها آلاف الحضور بتصفيقاتهم وكاميراتهم وهواتفهم.
فقد بلغ عدد زوار المعرض إلى غاية أمس 450 ألف مواطن حسب إحصائيات المنظمين، وعرف المعرض توافد المواطنين من مختلف المدن، واختلفت التنظيمات والمؤسسات من مدارس تعليمية ابتدائية وثانوية وطلاب الجامعات وطلبة المدارس العتيقة والمهنيين....وينتظر أن يصل العدد اليوم الأحد إلى ما يفوق نصف مليون زائر.
المعرض اعتبر مناسبة مهمة لإذابة الجليد بين المواطن والجهاز الأمني، الذي يعتبر صمام الأمان بالنسبة للمواطن، الذي تجول بمختلف أروقة المعرض للاطلاع على مختلف التقنيات ووسائل عمل رجال الأمن بمختلف تخصصاتهم، يستفسرون ويتعرفون على ما يقدمه الأمن من خدمات من أجل مصلحة المواطن والبلاد، ويأخذون صورا تذكارية لهم ولأطفالهم مع رجال الأمن وداخل الأروقة، ويستمتعون برؤية العروض ويأخذون فكرة عن عمل رجل الأمن والمخاطر التي يتعرض لها من أجل أن يحظى هو بالأمن والأمان.