هل سيتضرر المغرب من صعود حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف في أوربا؟

الكاتب : الجريدة24

10 يونيو 2024 - 09:45
الخط :

هشام رماح

هل سيتضرر المغرب من صعود حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، بقيادة "جوردان بارديلا"، 28 سنة، وظفره بنسبة 31,5 في المائة، من أصوات الناخبين الفرنسيين، في الانتخابات التشريعية الأوروبية التي شهدتها البلاد، أمس الأحد 9 يونيو 2024، بما حذا بالرئيس الفرنسي لحل الجمعية الوطنية؟

استشفاف الجواب لهكذا سؤال يفرض العودة إلى طبيعة العلاقة القوية التي تجمع بين المغرب وأحزاب اليمين، التي ساندت المملكة المغربية بشكل قوي، بعد الحملة الهوجاء التي كان قادها "استيفان سيجورني"، وزير الخارجية الفرنسي حاليا، في البرلمان الأوربي والتي صدرت بعدها توصية ملزمة بشأن حرية التعبير والصحافة ضد المغرب في 19 يناير 2023.

وكان "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي، هو من سلط "استيفان سيجورني"، في تصريف منه لحسابات ضيقة مع المملكة الشريفة، لينسج توصية غير ملزمة، تتضمن اتهامات ومزاعم خطيرة تستهدف استقلال السلطة القضائية المغربية، إلا أن أحزاب اليمين هي التي انبرت مدافعة عن المغرب، بما يؤكد أن العلاقة بين الطرفين على ما يرام.

أيضا، أحزاب اليمين في فرنسا، التي سيحظى من بينها حزب "التجمع الوطني" بـ30 نائبا في البرلمان الأوربي، لطالما كانت تنظر بعين الرضا للجزائر التي تعادي المغرب، إذ لا تستسيغ قيادات هذه الأحزاب متاجرة النظام العسكري الجزائري بورقة الذاكرة، وسعي العسكر الذين يحكمون الجارة الشرقية لاستدامة الاستفادة من ريعها، عبر الضغط على فرنسا، مثلما أذعن لهم "إيمانويل ماكرون".

وعموما تبدو الطريق سالكة لليمين الفرنسي لبلوغ سدة الحكم في فرنسا، وهي تحتفظ بعلاقات طيبة مع المغرب، بخلاف العلاقات التي تجمع اليمين الفرنسي بالجزائر، وهي العلاقة المشوبة بالعديد من التوترات منذ حرب الجزائر، بخلاف حزب "النهضة" إلى حيث ينتمي الرئيس الفرنسي، الذي يداهن النظام الجزائري والذي حل ثانيا في الانتخابات البرلمانية الأوربية بفرنسا.

أما بشأن صعود أحزاب اليمين في البرلمان الأوربي ككل خاصة في فرنسا وألمانيا والنمسا، من شأنه يعزز من مساءلة الجزائر بخصوص تلاعبها وسرقتها بمعية صنيعتها "بوليساريو"، للمساعدات الأوربية الموجهة للصحراويين المحتجزين في مخيمات العار بـ"تندوف"، وقد كانت أحزاب اليمين وراء العديد من المبادرات الرامية لكشف الحجاب عما يخبؤه نظام العسكر والمرتزقة هناك.

ويبدو أن النظام العسكري الجزائري، ليس كما يرام بصعود أحزاب اليمين المتطرف في أوربا، ورموزه تستحضر وقوف النواب البرلمانيين المحسوبين عليه في وجهه، ومساءلتهم إياه بخصوص القمع الممارس منه ضد حرية التعبير، مثل النائبين البرلمانييين الفرنسيين "نيكولا باي" و"دومينيك بيلد" ثم النائبة الإيطالية "سيلفيا ساردون".

آخر الأخبار