مؤشرات وأرقام مزعجة حول عيد الأضحى هذا العام

انعكس عدم نحر الكثير من المغاربة لأضحية العيد هذا العام، سلبا على من يمتهنون بعض المهن في هذه الأيام، من قبيل الجزار الذي يمتهن تقطيع الاضاحي.
وأكد جزار ل "الجريدة 24" أنه تفاجأ من ضعف الاقبال عليه هذا العام من قبل المواطنين الذين كانوا يقصدونه كل عام من أجل تقطيع أضحيتهم.
كما أكد أن هذا الاقبال يعكس حقيقة أن الكثير من المغاربة فعلا لم يقدمون على نحر الأضحية بسبب الغلاء "الفاحش"، اذ لم يقو معه الفقير والمسكين على اقتناء الاضاحي التي فاق متوسط سعرها 5 آلاف درهم.
وفي الوقت الذي كشف اخر تقرير للمندوبية السامية للتخطيط حول العيد انه 13 في المائة سنويا من الأسر المغربية لا تنحر أضحية العيد، كل حسب مبرره وقناعاته، يرجح الكثيرين ان هذه النسبة ستقفز الى اضعاف مضاعفة هذا العام، بالنظر إلى أن الغلاء كان عاملا حاسما في الامتناع عن النحر لعدم تحمل جيوب المغاربة هذا الغلاء.
وعلم "الجريدة" 24 أن بعض الأحياء إمتنعت كاملة عن اقتناء الأضحية، من قبيل احد الاحياء بالقنيطرة الذين اتفقوا على عدم النحر بالنظر إلى أن أغلب ساكنته لا تستطيع شراء الاضحية، فاهتدى القادر منهم الى التضامن مع غير القادر رفعا للحرج لاسيما امام الأطفال.
ونفس الامر حصل في احد الاحياء بمدينة طنجة، وفق ما علم به "الجريدة 24" اذ إن كل سكان تلك المنطقة لم يقدموا على شراء أضحية العيد لعدم استطاعتهم، ولم يشتر الا رب أسرة واحد، قبل أن يعبر عن ندمه لاقتناء الأضحية بعدما علم أن كل جيرانه لم يقدروا على تحمل مصاريف الأضحية.
وشكلت هذه الوقائع سابقة في المغرب. وظلت في المقابل الحكومة تتفرج على غضب المغاربة الذي وثقته عدسات الكاميرا من مختلف أسواق بيع الاضاحي على مستوى مختلف المدن.
واستغرب الكثير من المواطنين، وفق ما نشر في مقاطع فيديو وتدوينات على صفحات التواصل الاجتماعي، لعدم تدخل الحكومة للضرب على أيدي الوسطاء الذي كانوا احد الاسباب البارزة التي تسببت في هذا الغلاء الفاحش.
الاكثر من ذلك، أن الحكومة قدمت دعما بالملايير للمستوردين من أجل استقدام اكباش بأثمان رخيصة من اسبانيا ورومانيا، الا أن الواقع كشف ان أسعار الاضاحي المدعمة كانت خيالية، رغم إعفاء هؤلاء المستوردين، الذين لا يتجاوز عددهم ال 70، من الرسوم الجمركية والضريبة على القيمة المضافة، واستفادتهم بالمقابل من دعم مالي مباشر قيمته 500 درهم عن كل رأس غنم مستورد، ما يعني أن قيمة كل رأس لم يكلف الا القليل بالنسبة للمستورد، الا أن أسعار بعضها بلغ 4000 درهم!.
وكان العديد من المواطنين طالبوا، في حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، بإلغاء نحر أضحية العيد هذا العام بسبب هذا الغلاء من جهة، وبسبب التهديدات التي أصبحت تطال السلالة المغربية من الاكباش التي قل عددها بشكل مخيف، بالنظر إلى مداومة الجزارين على نحر النعاج بدل الخروف طيلة أيام السنة لرخائها، تسبب في تراجع الولادات على هذا النحو، وتسببت بالتالي في تراجع المخزون الوطني من الاكباش التي توفر في العيد.