عادات وتقاليد وأعراف أهل الرباط

الكاتب : الجريدة24

02 يوليو 2024 - 10:00
الخط :

عن مجلة دعوة الحق الصادرة عن وزارة الاوقاف

فيما يلي اهم عادات وتقاليد واعراف المجتمع الرباطي التي قد اندثر كثيرها بسبب احتكاك هذا المجتمع بالاوربيين ووفود اهل الحواضر واهل الريف الى الاستقرار في العاصمة بعد حصول المغرب على استقلاله.

جوق المسامع النسوي :

كانت العادة الجارية حتى الحرب العالمية الثانية عند بزوغ شهر ربيع النبوي الشريف ان يطوف جوق المسامع النسوي المتركب من ضاربة على الرباب وضاربة على الدف وضاربة على التعريجة وضاربة على الطبلة على منازل الشرفاء لتهنئتهم بحلول هذا المولد العظيم وذلك بتشنيف اسماعهم باغاني دينية. وقد انقرض هذا الجوق ولم تبق منه الا الذكرى.

طواف اصحاب الطرق الصوفية :

بعد مرور سبعة ايام على عيد المولد النبوي الشريف يطوف اصحاب الطرق الصوفية من جيلالة وحمادشة وعيساوية على منازل اتباع طريقة الشيخ عبد القادر الجيلالي دفين بغداد وعلى اتباع طريقة الشيخ سيدي علي بن حمدوش دفين مكناس وعلى اتباع طريقة الشيخ بنعيسى دفين مكناس لقراءة الفاتحة وقبول الهدايا.

وقد كان حمادشة يمرون على شارع السويقة بعد صلاة العصر وهم يضربون رؤوسهم بسلاسل من حديد كما ان عيساوة كانوا يفترسون الخرفان... وقد قام رجال الاصلاح بمحاربة هذه البدع حتى قضوا عليها سنة 1934، وللمراقب المدني السابق بالرباط المسمى برونيل Brunel كتاب عن عيساوة وحمادشة مزينا بصور شمسية عن الرجال الدين يتشبهون بالسبع واللبوءة وهم يفترسون الخرفان. ويوجد هذا الكتاب بالخزانة العامة بالرباط.

حفلة للا كسابة :

في يوم الجمعة المتصل بيوم الخميس الاول من شهر رجب تخرج الطفلات الى ساحة قصبة الاوداية بالعلو قرب ضريح سيدي عبد الرفيع الاندلسي وهن لابسات لباس العروس والاطفال يغنون اغنية : "للا كسابة اعطيني امراة دابا دابا" وقد شاهدت بام عيني مثل هذه العادة بمدينة اشيبليا باسبانيا ولعل الاندلسيين هم الذين نقلوا هذه العادة الى الرباط بعد خروجهم من الاندلسيين ونزوحهم الى الرباط

 العروس من الشرفاء والشريفات :

كانت العادة الجارية حتى هذه الاعوام الاخيرة ان يركب العروس الشريف فوق صهوة جواد مطهم عند ذهابه الى منزله ليلة الزفاف وكانت العروس الشريفة تجلس داخل قبة مصنوعة من خشب "العرعار" المنقوش وهي محمولة على اعناق اصدقاء العروس.

بقاء العروس مغمضة عينيها طيلة اسبوع الزفاف :

تغمض العروس سواء كانت شريفة او غير شريفة عينيها طيلة اسبوع الزفاف كلما دخل عليها عروسها ولا تفتح عينيها امامه الا بعد حفلة السبعة ايام.

وقد تكلم الاستاذ ادريس الكتاني عن زواج الفاسيين بمجلة البحث العلمي وللاستاذ عبد الهادي التازي كتاب في الموضوع.

حفلة السلام :

كانت حفلة السلام أي سلام ذوي المحرم على العروس وتقديم الهدايا لها من ابرز الحفلات العائلية ورغم ان المراة اصبحت سافرة فما زالت بعض الاسر تحافظ على هذه العادة.

عدم زواج الشريفات العلويات والاشراف العلويين بغير اولاد اعمامهم.

كانت العادة الجارية عند الاشراف العلويين بان لا يتزوج شريف علوي ولا شريفة علوية بغير اولاد اعمامهم حتى سنة 1929، فقد صدر منشور من وزارة العدلية تحت عدد 12216 وتاريخ 19 يونيو عام 1929 وهو عام ولادة جلالة الملك المعظم الحسن بن محمد بازالة هذه العادة، وهذا نص المنشور الموجه الى قضاة المملكة المغربية :

الحمد لله وحده

لا يخفي ان العادة السالفة كانت جارية بان لا تتزوج شريفة علوية ولا شريف علوي بغير اولاد اعمامهم غير ان حالة المعيشة اليوم اوجبت الغاء هذه العادة لعدم اعتبارها شرعا.

وعليه فيامرك سيدنا ايده الله ان تكون تاذن للعدول في عقد انكحة الشرفاء والشريفات العلويين مع غيرهم من الاشراف والعوام بعد اثبات المواجب الشرعية التوقف عليها في عقود الانكحة من ايصاء او سبب او نحوهما وذلك بعد ان ياذن لك النقيب وان وقعت من مماطلة او تعرض لمريد العقد فلترفع انت ذلك لوزارة العدلية حالا ليطلع به العلم الشريف اسماه الله وتومر فيه للمتعين. وقد كتب لنقباء الشرفاء بمضمنه والسلام.

وحرر في 14 محرم عام 1348 الموافق 19 يونيه سنة 1929.

نقيب الشرفاء :

كان لكل طائفة من الشرفاء نقيب يفصل في منازعتهم العائلية ويشرف في الوقت نفسه على الزاوية. وقد بدت هذه المهنة تندثر. وقد كان للشرفاء العلويين نقيب وللشرفاء الادارسة نقيب وللشرفاء القادريين نقيب..

ذكرى الميلاد :

هذه العادة مقتبسة من الاوربيين فلم يعرفها اجدادنا ولا آباؤنا وكان احتفالهم بالميلاد خاصا بميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما زال هذا الاحتفال باقيا الى الآن والى ان يرث الله الارض ومن عليها وهو خير الوارثين.

وذلك بقراءة الامداح النبوية وسرد مولده عليه السلام في الزوايا والمساجد وبيوتات اهل الفضل.

خاتم الزواج :

هذه العادة مقتبسة ايضا من الاوربيين وقد صارت سنة متبعة محمودة لدى الخاص والعام.

شهر العسل :

هذه العادة مقتبسة كذلك من الاوربيين فقد كان العروسان حتى سنة 1950 يبقيان في مسقط راسهما ولا يسفران للمدن الاخرى او الخارج لقضاء شهر العسل غير انه لنا حصل المغرب على استقلاله وولج الشاب والفتاة الوظائف الادارية وتفتحت جميع الاعمال التجارية في وجه الشعب عمت هذه العادة في جميع الاوساط.

السفور :

كانت المراة الرباطية حتى الحرب العالمية الثانية تخرج وهي لابسة "الحائك" والمشاية او الريحية وبعد ان وضعت هذه الحرب اوزارها شرعت هي تلبس الجلابة وبعد رجوع المغفور له محمد الخامس الى وطنه المحبوب سنة 1955 شرع بعضهن يلبسن البذلة الاوربية غير ان محافظة جلالة الملك المعظم على الزي القومي في الحفلات دفعهن الى العودة الى لبس القفطان في الحفلات الرسمية ولبسهن القفطان والدفينة في الحفلات غير الرسمية كالزفاف والعقيقة و "الاملاك" والختان..

وتجدر الاشارة ان سفور المراة المغربية لم يكن نتيجة مظاهرة او ثورة وانما كان نتيجة لقابلية المراة المغربية  للتطور.

اما في بلاد ايران فقد كانت نتيجة لتدخل البوليس بتمزيق حجاب كل امراة تخرج الى شوارعها وهي ملثمة.

وقد فرض ملك الافغان السابق امان الله خان سنة 1929 السفور على النساء الافغانيات، وعلى الرجال لبس القبعة فتار رجال القبائل عليه, وقد كانت فرنسا تتحاشى فرض لبس القبعة على الجنود المغاربة حتى الحرب العالمية الثانية لئلا تثير حفيظتهم وقد كانوا يلبسون في ميادين القتال الخوذة الفولاذية فوق العمامة، اما الضباط المغاربة فقد كانوا يلبسون طربوشا احمر. ومن المعلوم انه كانت في مصر قبيل الحرب العالمية الثانية معركة بين انصار الطربوش والقبعة وكان يقول بلبس القبعة الاستاذ توفيق الحكيم وسلامة موسى.

ولوج المراة الوظائف العمومية في الادارة المغربية والمهن الحرة

كانت المراة حتى سنة 1955 يقتصر نشاطها على تربية اولادها وعلى تدبير شؤون منزل الزوجية من طبخ وخياطة وغير ذلك. غير انه لما حصل المغرب على استقلاله سرعت المراة التي كانت مثقفة في ولوج الوظيفة العمومية.

الخطابة :

كانت الخطابة وقفا على الرجال ولما وقع السفور صارت المراة تخطب في الحفلات الرجالية والنسوية.

السباحة في الشواطيء :

كانت المراة لا تعرف حتى سنة 1956 السباحة في الشواطيء لان ارتياد هذه كان وقفا على الرجال غير انه اصبحت بعد هذا التاريخ، ترتاد الشواطيء للسباحة

الاكل بالشوكة والسكين وطعام الفطور :

لا يعرف المجتمع الرباطي الا الاكل باليد وفي طبق واحد غير ان البعض شرع يتناول الاكل بالشوكة والسكين وفي طبق خاص لكل واحد من افراد العائلة، وما زالت هذه العادة لم تنتشر بسرعة لاسباب اقتصادية ولان الجمع فيه بركة كما يقال وكان الفطور يتركب من الحريرة والخبز والقهوة حتى سنة 1948 وبعد هذا التاريخ اصبح يتركب من الحليب والقهوة والخبز والزبدة والمربى(اللاعوق) Confiture

شعبانة :

في اليوم الاخير من شهر شعبان كان اهل الرباط حتى سنة 1950 يخرجون الى شالة العتيقة الى التنزه في حدائقها ثم الرجوع مساء على ظهر الزوارق التي تمخر نهر ابي رقراق.

نزهة الطلبة :

كان الطلبة يخرجون ايام الربيع الى التنزه في الحدائق والبساتين التي تحيط بمدينة الرباط للاستراحة من الدروس.

البذلة الاوروبية :

حتى قيام الحرب العالمية الثانية كانت الاكثرية من اهل الرباط ترتدي اللباس القومي أي الجلابة والبلغة خارج منازلهم وكان من عدم المروءة المشي ورؤوسهم محسورة لان غطاء الراس بقب الجلابة Capuchon كان علامة على المروءة. وقد شاعت البذلة الاوربية عقب وضع الحرب العالمية اوزارها.

 غير ان الجلابة عادت الى الظهور في الحفلات الرسمية.

والجدير بالذكر ان الجنود الامريكيين قلبوا عادات واخلاق الشعوب التي نزلوا هم بها راسا على عقب فقد كان اليابانيون لا يعرفون القبلة وانما كانوا يحكون انوفهم بعضهم البعض حتى قيام الحرب العالمية الثانية ولما احتل الامريكان بلاد اليابان تعلم اهل هذه البلاد القبلة منهم وكان امبراطور اليابان الميكادو لا يراه اليابانيون الا لماما فعمل الجنرال الامريكي ماك ارتور على اخراجه ليراه الناس وركب هذا الجنرال على صهوة جواد الامبراطور الابيض ليريهم بان امبراطورهم سليل كالشمس المشرقة بشر كالبشر. ومن المعلوم ان الجنود الامريكان هم الدين ادخلوا عادة مضغ "الشوينكوم" الى جميع البلدان التي مروا بها اثناء الحرب العالمية الثانية.

الشعر المزور :  Perruque

لم تكن المراة تعرف هذا الشعر المستعار حتى سنة 1957 غير انها بدات تلبسه ولا ترى غضاضة في ذلك بل زهوا وفخارا ورفعة.

حلق الرؤوس واللحى :

كان اكثرية الشبان والرجال حتى الحرب العالمية الثانية يحلقون رؤوسهم ويعفون لحاهم الا انه عقب هذه الحروب اصبحت الغالبية العظمى تترك شعرها على الطريقة الاوربية وهو ما يطلق عليه اسم "الفريزي" وتحلق لحاهم وشواربهم.

الجلوس في المقاهي :

كان الجلوس في المقاهي البلدية حتى حصول المغرب على استقلاله وقفا على اصحاب الحرف والعمال يقضون فيها بعض اوقاتهم للعب باوراق اللعب (الكارطة) والضامة لقتل الوقت اما المقاهي العصرية في الشوارع الاوربية فقد كان يرتادها الاوربيون وبعض الشباب المثقف وكان العلماء يتحاشون الجلوس فيها.

وما زالت النساء تعزفن على الجلوس في هذه الاخيرة وحدهن او مع ازواجهن الهم الا في سفر فيجلس فيهن مع ازواجهن للاضطرار.

قيادة السيارة :

اصبحت المراة بعد الاستقلال تقود السيارة غير انها ما زالت تعزف عن قيادة الدراجة النارية لعجعجة محركها.

حفلة حفظ حزب الرحمن وختم القرآن :

كانت العادة الجارية حتى الحرب العالمية الثانية بان يقيم اب الطفل الذي حفظ حزب الرحمن او ختم القرءان حفلة دينية يتناول فيها المدعوون الكسكس وما زال البربر يقولون : ورثنا عن اجددنا ثلاثة اشياء : لبس البرنس وحلق الرؤوس واكل الكسكس.

الضفيرة :

كانت بعض الاسر تعمل ضفيرة لطفلها ليطول عمره وهذه الضفيرة تسمى عند العامة بالكرن.

زيارة اضرحة الاولياء والصالحين ظهر يوم الجمعة :

كانت المراة لا تخرج الا لغسل في الحمام او لحفلة عائلية او لزيارة اضرحة الاولياء والصالحين ظهر يوم الجمعة لقتل الوقت والثرثرة مع غيرها، ولما عم السفور اصبحت تخرج بسبب وغير سبب.

العنصرة :

كان الاطفال يرشون يوم العنصرة الذي يقع يوم 24 ينيه الفلاحي المارين بالماء تفاؤلا به لقوله عز وجل في كتابه الحكيم : "وجعلنا من الماء كل شيء حي".

المصارعة البريئة : (التغويغة) :

كان الاطفال بشارع الجزاء يذهبون الى حي بوقرون لمصارعة اطفاله مصارعة بريئة لاضطار شجاعتهم وقد اندترت هذه العادة الرباطية.

الارجوحة :

في ثالث عيد الاضحى تنصب النساء الارجوحات في منازلهن ليركبن عليها منشدات انشودة تسمى بالعروبي.

وقد الف الاستاذ محمد الفاسي وزير الثقافة والتعليم الاصلي اخيرا كتابا بالفرنسية في هذا العروبة.

الجلوس فوق سطوح المنازل :

كانت النساء يجلسن قبل شيوع السفور فوق سطوح منازلهن في الايام المشرقة مساء لشرب القهوة والثرثرة بعضهن البعض.

اللعب بالخدروف :  La toupie

كان اطفال كل حي يتبارون كل مساء بلعب الخدروف حتى اذان العشاء.

اللعب بالبي :  Les billes

وكان اطفال كل زنقة ودرب يلعبون كل مساء بالبي وما زالت هذه اللعبة موجودة.

لعبة غميضة:    Cache-cache

وكانت هذه اللعبة من احب اللعب الى الاطفال، يلعبونها في منازلهم وفي الازقة.

لعبة الكرة :

وكانت هذه اللعبة موجودة في الازقة والدروب وقد توسعت واصبحت تلعبها فرق منظمة في ايام الآحاد بالملاعب الرياضية مقابل اجور.

احسن المهن :

كانت المهن التي ينظر اليها الرباطيون بعين الاعتبار حتى حصول المغرب عل استقلاله هي : الكتابة بدار المخزن والوزارة والتوثيق بمحكمة القاضي والباشوية والخلافة والترجمة بادارة الامور الشريفة ومصلحة المحافظة العقارية والخزانة العامة، والكتابة، والامانة بالمرسى ودار الضريبة لان الوظائف الاخرى من المصالح العامة كانت مقصورة على الاوربيين ثم بيع ثياب النساء والرجال بالقيسارية وبيع السكر والشاي وبيع الزرابي والبازار Bazar وشراء الاملاك العقارية والتدريس بالمدارس العربية الفرنسية  franco-arabe وكسب الماشية واستغلال البساتين خارج اسوار المدينة والدباغة.

اوراق اللعب (الكارطة) ولعبة الدومينو :

ما زالت لعبة "الكارطة" منتشرة ويلعبها الاطفال والشبان والفتيات والرجال والكهول والنساء وتكثر هذه اللعبة في ليالي رمضان وفي اماكن الاصطياف. اما لعبة الدومينو فهي خاصة بالنساء.  Le domino

السكنى بالاحياء العصرية

كان الاولاد يسكنون مع آبائهم وامهاتهم حتى بعد زواجهم غير ان سفور المراة بعد حصول المغرب على استقلاله وولوج المراة الوظائف العامة بالادارة المغربية اسوة بالرجال عجل بسكنى الزوجين بالفيلات والعمارات التي نزح عنها الاوربيون.

ارتياد النساء قاعات السينما والمسرح :

كان ارتياد قاعات السينما والمسرح حتى الحرب العالمية الثانية وقفا على الرجال. ولما وضعت هذه الحرب اوزارها وجلبت احدى قاعات السينما بالرباط فيلم يوم سعيد للموسيقار محمد عبد الوهاب دخلته النساء زرافات ووحدانا.

اقتناء الجريدة اليومية :

كان شراء الجريدة اليومية من عادة الاوربيين غير ان بعض الخواص من الرباطيين كانوا يشترون جريدة السعادة الحكومية وكان الشباب المثقف يشتري جريدة ليكو دي ماروك   L’echo du Maroc وقد اصبح شراء الجريدة اليومية بعد الحرب العالمية الثانية وبعد استقلال البلاد ضربة لازب.

هذه هي بعض عادات وتقاليد واعراف اهل الرباط اردنا التعريف بها لانها تسجل مرحلة حاسمة من تاريخ المجتمع الرباطي خلال اربعة عقود (1929 – 1969). ولكل حاضرة في المغرب عاداتها وتقاليدها واعرافها.

آخر الأخبار