عين السبع.. تأخر المشاريع وسوء التدبير يثيران القلق

في منطقة عين السبع، النابضة بالحياة في قلب مدينة الدار البيضاء، تصاعدت حدة القلق والتوتر بين السكان بشكل لافت.

الأمل الذي كان يحمله السكان بمشاريع تنموية واعدة تحول إلى كابوس يومي، حيث تتراكم النزاعات داخل مجلس مقاطعة عين السبع وتزيد الطين بلة.

وأصبحت المنطقة، مسرحًا للإحباط والاستياء بسبب البطء الشديد في تنفيذ العديد من المشاريع، التي كان من المقرر أن تحسن من جودة حياة السكان.

ويعيش السكان حالة من القلق والإحباط، بسبب التأخير المستمر في افتتاح مشروع حديقة الحيوانات، الذي كان ينتظره الجميع بفارغ الصبر.

رغم أن الأشغال قد انتهت منذ فترة، إلا أن الأبواب لا تزال مغلقة، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخير.

ووفقا لمصادر الجريدة 24، ما زال المشروع معلقًا بسبب خلافات مالية بين الجماعة والشركة المدبرة "دريم فيلاج".

هذه الأخيرة، حسب مصادر الجريدة 24، تطالب بدعم سنوي يتراوح بين 3 إلى 4 مليارات سنتيم لتغطية خسائرها المحتملة، وهو ما تراه الجماعة مبالغًا فيه ويتجاوز الاتفاقيات المبرمة.

ويُعد مشروع حديقة الحيوانات في عين السبع، الذي وُقع أمام الملك محمد السادس في عام 2014، أحد أبرز المشاريع المتعثرة التي لم ترَ النور حتى الآن، على الرغم من الوعود الكبيرة التي صاحبت إطلاقه.

وتساءل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مرارا: هل سيأتي اليوم الذي يفتح فيه هذا المشروع أبوابه ويحقق الحلم المنتظر، أم سيبقى مجرد حبر على ورق؟

كما أن الجدل يتصاعد في عدد من المشاريع، أبرزها كورنيش عين السبع، الأمر الذي دفع محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء سطات، توجيه أوامره لتسريع الأشغال.

وكان من المقرر أن تنتهي الأعمال في بداية يوليوز، ليصبح هذا الكورنيش متنفسًا جديدًا لسكان الدار البيضاء، وخاصة لأولئك الذين يقطنون في سيدي البرنوصي وعين السبع، والذين يجدون صعوبة في التنقل إلى كورنيش عين الذئاب البعيد.

في خضم هذه الأحداث، يتصاعد غضب المعارضة من سوء تدبير يوسف لحسينية، رئيس مقاطعة عين السبع، حيث يتهمونه بعدم الكفاءة والفشل في تسيير الملفات الكبرى.

هذا الغضب يتزامن مع ضغط الشارع وسخط السكان الذين ينتظرون بفارغ الصبر تحقيق الوعود المقدمة لهم.

في الوقت الذي يُفترض أن تكون فيه المشاريع التنموية وسيلة لتحسين جودة الحياة، تحولت الآن إلى مصدر قلق وإحباط لسكان عين السبع، خاصة بعدما تم تأجيل أشغال الدورة الاستثنائية لمقاطعة عين السبع، مرتين لعدم استكمال النصاب القانوني.

غير أنه في المرة الثالثة، يوم أمس الخميس، انعقدت الدورة، حيث رفضت الأغلبية المصادقة التحويلات في بعض الفصول بواقع 10 ضد 11، وتأجل تشكيل لجنة موضوعاتية بناءً على طلب المعارضة لمزيد من النقاش.

في المقابل، تمت الموافقة بالإجماع على رفع ملتمس إلى مجلس جماعة الدار البيضاء، لاقتناء وعاء عقاري سينما الفرح من أجل إنشاء مسرح للقرب.

أما بالنسبة لهدم وإعادة بناء مدرجات المركب الرياضي عباس كورة، فقد حدث تعادل في الأصوات، بعدما طالبت المعارضة بتقرير مكتب الخبرة والورقة المالية المقترحة للمشروع.