هل فشلت إسبانيا في ترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى المغرب؟

أعادت إسبانيا 27٪ فقط من المهاجرين غير النظاميين الذين صدرت بحقهم أوامر الترحيل إلى المغرب، في السنوات الثلاث الماضية.
ووفقًا للبيانات الرسمية التي اطلعت عليها صحيفة "فوزبوبولي" الإسبانية، فقد أصدرت السلطات الإسبانية 5859 أمرًا بترحيل المهاجرين غير النظاميين إلى المغرب بسبب انتهاكهم قانون حقوق وحريات الأجانب وإدماجهم الاجتماعي، ولكن تم تنفيذ 1612 أمرًا فقط من تلك الأوامر، مما يعكس نسبة 27٪ فقط من إجمالي الأوامر، رغم العلاقات الدبلوماسية الجيدة بين مدريد والرباط.
وأكد المصدر ذاته، أن هذه الأرقام تغطي الفترة الزمنية بين 2022 ولحد الآن من 2024، حيث قبل سنتين، تم إصدار 2793 أمر ترحيل إلى المغرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوانين الإسبانية تقوم بتنفيذ هذه الإجراءات في الحالات التي لا يمتثل فيها الأجانب للقانون الأساسي 4/2000، الذي ينظم كيفية اندماج الأجانب في المجتمع.
وفي عام 2023، حسب البيانات الصادرة، فقد انخفضت عدد أوامر الترحيل الصادرة إلى 2359 أمرًا، وحتى الآن في عام 2024، تم إصدار 707 أوامر ترحيل إضافية.
وأوضحت الحكومة الإسبانية في رد مكتوب على أسئلة من الحزب الشعبي في مجلس النواب، أن إجراءات الترحيل يمكن أن تستغرق شهورًا، وذلك بسبب الظروف التي تجعل من الممكن تنفيذ عمليات الصادرة في عام واحد خلال العام التالي، مما يعني أن النسبة المئوية قد لا تكون دقيقة تمامًا.
وفي المقابل، تراهن إسبانيا على التعاون الوثيق مع المغرب للحد من الهجرة السرية ووقف شبكات الاتجار بالبشر.
ويعد المغرب شريكًا رئيسيًا في هذا المجال، حيث يضطلع بدور حيوي في مراقبة الحدود البحرية ومنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
ويعتمد هذا التعاون على تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق الجهود الأمنية، وتنفيذ حملات ميدانية مشتركة تهدف إلى تفكيك شبكات الاتجار بالبشر التي تستغل الفقراء والمحتاجين.
ووعيا بأهمية المملكة في مجال محاربة الهجرة السرية وغيرها، تواصل الرباط الحصول على أكبر دعم من الحكومة الإسبانية، يقدر ب30 مليون أورو سنويا.
وسبق أن قدمت إسبانيا مؤخرا، دعما تكنولوجيا حديثا للمغرب لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
ويشمل هذا الدعم الأخير الذي قدمته مدريد، تزويد المغرب بمناظير رؤية ليلية ووسائل تكنولوجية متطورة، تهدف إلى تحسين قدرات المراقبة والاعتراض على الحدود.
ووفقا لصحيفة "لاراثون" الإسبانية، فإن مدريد زودت المملكة المغربية مؤخرا، ب 65 كاميرا حرارية مزودة بأجهزة GPS و 98 كاميرا حرارية محمولة للمراقبة و 25 منظارا للرؤية الليلية ومعدات اتصالات بحرية مختلفة.
وأكدت الصحيفة، أنه في المجموع، هناك 188 نظاما للتحكم بشكل أفضل في الحدود البرية والبحرية مع إسبانيا.
وأضافت "لاراثون"، أن هذه المساعدة تأتي كجزء من برنامج "دعم إدارة الحدود والهجرة في المغرب FIAPP" ، الممول من الاتحاد الأوروبي.