الجزائر تتصدى لمحاولة الإطاحة بإبراهيم غالي وتطرد عشرات المتمردين من صفوف البوليساريو

الكاتب : الجريدة24

16 يوليو 2024 - 07:00
الخط :

منذ أبريل الماضي، تعيش الناحية العسكرية الأولى التابعة لجبهة البوليساريو على وقع تمرد جماعي.

وبدأت الأحداث بالقبض على قائد الناحية الأولى ومسؤول الإمداد، المتورطين في فضيحة اختلاس موثقة، شملت أموالًا وشاحنة محروقات تجاوزت حمولتها 25 طنًا.

ونتج عن ذلك محاصرة مقر القيادة، ومصادرة مفاتيح سيارات المسؤولين ومنعهم من الخروج، بالإضافة إلى تنفيذ اعتصام مفتوح داخل المنطقة العسكرية، مطالبين بمحاكمة المتورطين والمتعاونين معهم.

ووفقًا لمنتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارًا بـ "فورساتين"، فإنه بعد أيام قليلة، خرج إبراهيم غالي بتعيينات وتعديلات في قادة النواحي ونوابهم، لم تشمل إعفاء قائد الناحية الأولى المتورط في الفساد، فهم المتمردون داخل الناحية العسكرية هذا الأمر كاحتقار لهم وتشجيع للفساد المستشري داخل "المؤسسة العسكرية"، بل وتورط إبراهيم غالي فيه، ما دفعهم إلى تصعيد الاحتجاج والتمرد على جبهة البوليساريو وقيادتها، وإعلان الانشقاق إلى حين إنصافهم وفتح تحقيق في القضية المعروضة.

وأكد المصدر ذاته، أن هذه الاحتجاجات أتبعت مطالب بالتحقيق في تورط إبراهيم غالي في الفساد المالي، وتحولت المطالب لاحقًا إلى شبه إجماع على الانقلاب عليه، تلته مجموعة من التحركات المدنية والعسكرية، وإعلانات متفرقة من قياديين كبار بضرورة تدارك الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل غرق السفينة.

وتبلورت بعدها تحركات سرية للإطاحة بإبراهيم غالي، التي استطاع النظام الجزائري رصدها وإفشالها في المهد، بعد إيصال المعلومات إلى إبراهيم غالي ورفاقه، واختيار مسار التهديد والوعيد، وتخيير المنشقين بين الانسحاب والاستقالة أو السجن في حالة اصرارهم على الاستمرار في تبني خيار الانقلاب، حسب ذات المصدر.

وأوضحت الفورساتين، أنه بعد استتباب الأمر، وتهديد رموز الانقلاب وإفشال المخطط في بدايته، قام إبراهيم غالي قبل أيام بتنظيم زيارة استعراضية التقى فيها مع بعض قادة أركان ما يسمى "الجيش"، حيث تم تسريب لقطات من هذا اللقاء وتعميمها على وسائل التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري، كرسالة عتاب وتحذير من خطورة تصوير إبراهيم غالي وهو في اجتماع مع قادة الأركان.

وتابع ذات المصدر، أن الأمر كان مجرد مسرحية، والهدف منها بعث رسالة إلى المنضوين في صفوف ميليشيات البوليساريو من مختلف النواحي بأن الجميع على قلب رجل واحد، ومحاولة عزل تمرد عناصر الناحية العسكرية الأولى.

وأبرزت فورساتين، أنه بالفعل، صُدم المتمردون بالناحية العسكرية الأولى باستقالة بعض القادة بعد التهديد الجزائري والتسوية مع إبراهيم غالي. قرر في البداية قرابة 70 عسكريًا التخلي عن زيهم العسكري والخروج من خدمة البوليساريو، وتبعهم 65 عسكريًا ليلة أمس، تلتها إعلانات متفرقة من عدد من المنتسبين لباقي النواحي العسكرية.

ولازالت الاستقالات وإعلانات الخروج من الخدمة تتوالى، فيما تسارع قيادة البوليساريو الزمن لاحتواء ما يمكن احتواءه، فلمن تكون الغلبة؟ هل لدسائس النظام الجزائري وزبانيته باستخدام معطيات التجسس على المقاتلين لاستباق تحركاتهم وتهديدهم ورشوتهم؟ أم أن كرة الثلج ستكبر لتصل باقي النواحي العسكرية ولن يستطيعوا وقفها؟ الأيام المقبلة ستحمل الجواب.

آخر الأخبار