صيف بلا مراحيض.. المجالس الجماعية تحت نيران الانتقادات

الكاتب : انس شريد

20 يوليو 2024 - 07:30
الخط :

في المدن المغربية الكبرى، تتفاقم أزمة المراحيض العامة مع حلول فصل الصيف، مما يثير استياء المواطنين والسياح الأجانب على حد سواء.

ورغم أن هذه المشكلة ليست جديدة، إلا أن كل صيف يأتي ليزيد من حدة المعاناة ويكشف عن قصور المجالس الجماعية في إيجاد حلول جذرية وفعالة.

وحسب ما توصلت به "الجريدة 24"، فإن العديد من المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، مراكش وطنجة، تعاني من نقص حاد في عدد المراحيض العامة، فضلاً عن تدهور حالة المتوفر منها.

هذا الوضع يدفع بالكثيرين إلى استخدام الأماكن العامة بشكل غير لائق، مما يزيد من مشكلات النظافة ويشكل تهديداً للصحة العامة.

يقول أحد سكان الدار البيضاء، في حديثه للجريدة 24، "نحن نعاني يوميًا بسبب نقص المراحيض, والأماكن العامة أصبحت لا تطاق بسبب الروائح الكريهة، مطالبا من عمدة العاصمة الاقتصادية نبيلة الرميلي، التحرك فورًا لحل هذه المشكلة.

وتتكرر هذه الشكاوى في مختلف المدن، حيث يعبر المواطنون عن غضبهم واستيائهم من تجاهل السلطات المحلية لمعاناتهم اليومية.

وغضب المواطنين لم يتوقف عند هذا الحد، بل امتد إلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث شهدت منصات مثل فيسبوك وتويتر حملة واسعة من الانتقادات ضد المجالس الجماعية.

ونشرت مجموعة فيسبوكية تهتم بالشأن المجتمع، عدد من التساؤلات يمكن اختصارها، "هل يُعقل أن نعيش في مدن كبرى دون وجود مراحيض عامة كافية؟ أين تذهب ميزانيات البلديات؟".

كما طالب الناشطون في المجتمع المدني، مرارا من المجالس المنتخبة بإقامة شراكات مع القطاع الخاص، لتوفير مراحيض عامة وصيانتها بشكل دوري.

كما يطالبون بإطلاق حملات توعية حول أهمية الحفاظ على نظافة هذه المرافق واستخدامها بشكل لائق.

ومن جهته، قال كريم الكلايبي، نائب رئيس مجلس مقاطعة عين السبع، وعضو مجلس جماعة الدار البيضاء، في حوار سابق مع الجريدة 24، إن العاصمة الاقتصادية ستتعزز بـ60 مرحاضا عموميا جديدا بمعايير عالية.

وأكد الكلايبي، أنه وفق الاتفاقية الموقعة مع شركة التنمية المحلية "كازا بيئة"، سيتم خلق هذه المراحيض كل سنة في المدينة.

وأضاف عضو مجلس جماعة الدار البيضاء، أنه سيتم توزيع هذه المراحيض في جميع المقاطعات، مبرزا أن عمليات التنسيق جارية حاليا لتحديد المواقع المناسبة.

وأوضح المتحدث ذاته، أن المجلس عازم على توزيع هذه المراحيض في آقرب الآجال خلال هذه السنة.

مشددا أن الرهان الأول للجماعة هو جعل العاصمة الاقتصادية واجهة للمملكة، خلال استضافة كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.

وفي المقابل، اعتبرت الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن جل المدن المغربية غير مجهزة بالمراحيض العمومية الكافية لمتطلبات المواطنين، خاصة أن الأمر يتزامن مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وأوضحت الجامعة في بلاغها، إن ساحة جامع "الفناء" بمراكش الأكثر جاذبية السياحة لا تتوفر إلا على 20 مرحاضا لعدد من الزوار الذي يتراوح ما بين 100.000 و 250.000 زائر في أوقات الدروة، علما أن المعايير الدولية تتطلب مرحاضا لكل 10 نساء و مرحاضا لكل 15 رجلا.

وتابع المصدر ذاته، بفتح أسواق المراحيض العمومية للقطاع الخاص للاستثمار وقصد تجويد الخدمات، وتوفير فرص الشغل، مطالبين من المستثمرين في الميدان باختيار التجهيزات المتنقلة والقابلة لتطبيق شروط النظافة والسلامة الصحية، تجهيز المدن بمحطات المعالجة المياه العادمة و الحماية من تسربها.

كما طالب البلاغ، بإلزام الجماعات المحلية بتجهيز وتسيير المراحيض العمومية في دوائرها في حالة عدم وجود استثمار خاص.

في ظل هذه الأوضاع، يبقى السؤال المحير: إلى متى ستظل أزمة المراحيض العامة دون حل؟ وهل ستتحرك المجالس الجماعية أخيرًا لاتخاذ إجراءات فعالة تضع حدًا لهذه المعاناة اليومية؟.

آخر الأخبار