تحويل العاصمة الاقتصادية إلى "مدينة خضراء".. هل تسير الرميلي نحو تحقيق حلم البيضاويين

تعد مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، قلب نبض البلاد التجاري والصناعي. ومع ذلك، في خضم الزحام والنمو العمراني الهائل، بدأت المدينة تواجه تحديات بيئية كبيرة.
وفي ظل هذه الظروف، تولت نبيلة الرميلي، عمدة العاصمة الاقتصادية، مبادرة طموحة لتحويل الدار البيضاء إلى مدينة خضراء، مما أثار اهتمام السكان وجعلهم يتساءلون عما إذا كانت هذه الجهود ستحقق حلمهم بالعيش في مدينة مستدامة وصديقة للبيئة.
وشهدت مدينة الدار البيضاء، يوم أمس الأربعاء، حدثًا بارزًا بإطلاق منتزه "بشار الخير" الترفيهي في مقاطعة الحي المحمدي.
ويمتد المنتزه على مساحة شاسعة تصل إلى 6 هكتارات، ويضم أكثر من ألف شجرة ومجموعة متنوعة من النباتات.
هذا الفضاء الأخضر يمثل متنفسًا بيئيًا جديدًا لسكان المنطقة والمناطق المجاورة، وقد أشرف على افتتاحه والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية، بمعية عمدة المدينة نبيلة الرميلي.
ويضم المنتزه مجموعة من المرافق الترفيهية التي تلبي احتياجات مختلف الأعمار، بما في ذلك فضاءات للألعاب الرياضية وملاعب متعددة الاستخدامات ومسرح في الهواء الطلق، بالإضافة إلى مرافق صحية وخدماتية حديثة.
ويعكس هذا المشروع الجهود المبذولة لجعل المساحات الخضراء أكثر وصولًا وإفادة للسكان.
ووفقا لما توصلت به "الجريدة 24"، تعمل شركة "الدار البيضاء بيئة" بشكل حثيث على إعادة تأهيل المساحات الخضراء في المدينة، بما في ذلك حدائق سباتة ودار البراد وحديقة القدس في سيدي البرنوصي.
ويتم ذلك بالتوازي مع تطوير حلول رقمية لإدارة جمع النفايات وتحسين النظافة في المدينة.
كما تسعى الشركة إلى استخدام الطاقات المتجددة في إضاءة المناطق المهيأة وتخزين مياه الأمطار لإعادة استخدامها في الري، مما يبرز التزام المدينة بالابتكار البيئي.
وفي مقاطعة عين الشق، يتابع رئيس المقاطعة محمد شفيق ابن كيران عن كثب أعمال تطوير حديقة شارع برشيد، التي من المقرر افتتاحها قريبًا بالتزامن مع الاحتفال بذكرى تولي الملك محمد السادس العرش.
كما تشهد مقاطعة الفداء جهودًا مستمرة لتحسين وصيانة الشريط الأخضر بشارع غزة، فيما يهدف أعضاء المكتب المسير إلى تعزيز جمالية ورونق الأحياء والشوارع.
أما في مقاطعة سيدي البرنوصي، فإن العمل الميداني مستمر بتظافر جهود جميع أعضاء المجلس بتنسيق تام مع الإدارة الترابية.
ويتم متابعة تقدم الأشغال في الفضاء كوديير، الذي سيشهد تحسينات كبيرة تشمل الملاعب والمساحات الخضراء والمرافق الصحية.
ويتوقع افتتاح هذا الفضاء قريبًا ليكون إضافة قيمة للبنية التحتية الترفيهية في المنطقة.
وفي مقاطعة سيدي البليوط، تشرف رئيسة المقاطعة كنزة الشرايبي على أعمال صيانة حديقة حي لوبيلة، مما يعزز الرؤية الشاملة لتحويل الدار البيضاء إلى مدينة خضراء تتمتع بمساحات ترفيهية متعددة الاستخدامات.
وسبق أن قامت عمدة الدار البيضاء، بإفتتاح حديقة الهضبة الخضراء المتواجدة بمنطقة سيدي مومن بالدار البيضاء، على مساحة 12هكتارا، مع نجاحها أيضا في تأهيل عدد من الحدائق على مستوى العاصمة الاقتصادية.
وتُظهر هذه الجهود المتكاملة أن تحويل الدار البيضاء إلى مدينة خضراء ليس مجرد حلم بعيد المنال، بل هو مشروع طموح يتم تحقيقه خطوة بخطوة.
ويأمل السكان أن تؤدي هذه المبادرات إلى تحسين جودة الحياة في المدينة، وجعلها نموذجًا يحتذى به في الاستدامة البيئية على مستوى البلاد.