هل سيتربع المغرب على عرش صناعة السيارات في إفريقيا؟

في السنوات الأخيرة، شهد المغرب طفرة هائلة في قطاع صناعة السيارات، ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة في هذا المجال على مستوى القارة الإفريقية.
ويسعى المغرب إلى تعزيز مكانته كقوة رائدة في صناعة السيارات من خلال استثمارات ضخمة وتطوير بنية تحتية قوية، مما يثير التساؤلات حول قدرته على قيادة هذا القطاع في إفريقيا.
واحدة من أهم العوامل التي ساهمت في هذا النجاح هي السياسات المغربية المشجعة للاستثمار، حيث أصبحت عدد من المدن المغربية مراكز رئيسية لتجميع وتصنيع السيارات، مما جذب كبرى الشركات العالمية مثل "رونو" و"بيجو".
تقع المغرب في موقع جغرافي استراتيجي يربط بين أوروبا وإفريقيا، ما يسهل عمليات التصدير ويوفر قاعدة لوجستية ممتازة.
هذا الموقع المتميز جعله نقطة جذب للشركات الباحثة عن تقليل تكاليف الشحن والوصول إلى الأسواق الإفريقية والأوروبية بسهولة.
وفي هذا الصدد، تتوقع مؤسسة "Fitch Solutions"، الرائدة في تحليل البيانات وأبحاث السوق، أن يُفاجئ المغرب العالم ويزيح جنوب إفريقيا عن عرشها كأكبر منتج للسيارات في إفريقيا.
وأرجعت "Fitch Solutions"، هذا التحول الدراماتيكي إلى "الأداء اللوجستي الضعيف وزيادة واردات السيارات في جنوب إفريقيا"، مقابل الطفرة الهائلة في الاستثمار في صناعة السيارات بالمغرب، وخاصة السيارات الكهربائية، التي تُعد مستقبل الصناعة.
ووفقاً لتقرير المؤسسة المذكورة، يُتوقع أن يصل إنتاج المغرب بنهاية السنة الجارية إلى 614 ألف سيارة، بينما سينخفض إنتاج السيارات في جنوب إفريقيا إلى 591 ألف سيارة.
وأبدت "Fitch Solutions"، تشاؤمها حيال التوقعات طويلة الأجل لإنتاج السيارات في جنوب إفريقيا، بسبب ضغوط مستمرة نتيجة المخاطر اللوجستية والسياسية، بالإضافة إلى مشكلة الانبعاثات.
وفي المقابل فإن المغرب من خلال استثماراته الكبيرة في صناعة السيارات، يطمح إلى منافسة أوروبا كذلك، حيث أكد رياض مزور، وزير التجارة والصناعة، مؤخرا، في قبة البرلمان، أن الهدف هو الوصول إلى إنتاج 1.4 ملايين سيارة في السنوات الأربع المقبلة.
وأضاف بفخر أن المغرب من بين الدول الخمس التي تمتلك سلسلة توريد كاملة للسيارات، الأمر الذي سيساهم في تعزيز قدرته التنافسية في السوق العالمية.
كما أشارت الصحيفة الإسبانية "إل كونفيدونسيال" في تقريرها الأخير، أن الرقم الذي يطمح له المغرب سيعادل الإنتاج السنوي من المركبات في فرنسا (1.38 مليون)؛ وهو أقل من إسبانيا (2.45 مليون) ولا يزال بعيدًا عن ألمانيا (3.68 مليون)، أكبر مصنع في أوروبا.
ويسعى المغرب، حسب الصحيفة، إلى تقديم منتجات ذات جودة عالية بكفاءة وسرعة، مما يساهم في تحقيق أهدافه الطموحة في هذا القطاع.