"يضع الملك محمد السادس الأصبع على مكمن الضرر" بهذه العبارة افتتح العباس الوردي، المحلل السياسي وأستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، تحليله لخطاب الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الخامسة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين.
وأكد العباس الوردي، في حديثه "للجريدة 24"، أن الملك في خطابه دعا إلى الجهد واليقظة في التعامل مع التحديات التي طرحتها إشكالية الماء.
وأضاف المحلل السياسي أن صاحب الجلالة دعا إلى ضرورة خلق مجموعة من الآليات المواكبة مثل السقي بالتنقيط الذي يساعد في الحفاظ على موارد المياه عن طريق تقليل إهدار المياه وتحسين الكفاءة الكلية في استخدامها في الأنشطة الزراعية، مع دعوته إلى إعطاء الأولوية للأوراش الكبرى كتحلية مياه البحر وتوسيع رقعتها، والاعتماد على الطاقات المتجددة والنظيفة.
هذا الاهتمام يعكس رؤية الملكية المغربية الحديثة والمتجددة لمواكبة الواقع الحالي والتخطيط للمستقبل، حسب ما أكده العباس الوردي.
وأضاف المتحدث ذاته أن الملك وضع خارطة طريق واضحة المعالم تتضمن نسبًا مئوية محددة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وعقلنة تدبير المياه، وتوسيع رقعة السدود، وخلق آليات مواكبة لتدبير هذه الأزمة التي وصفها بالاستعجالية.
وأوضح أن جلالة الملك أشار إلى التوجهات الكبرى التي تتبعها المملكة لتحقيق التنمية والتدبير المحكم والمتجدد، باستخدام التكنولوجيا الحديثة لخلق بدائل لتدبير الأزمات.
الخطاب، حسب العباس الوردي، لم يغفل عن التقدم الذي حققته المغرب في خدمة القضية الوطنية، خاصة في الأقاليم الجنوبية.
مضيفا أن الملك أكد على أهمية هذه الأقاليم وضرورة توفير المواد الأولية كالطاقة المتجددة والمياه، مما يعزز الاستقرار والرخاء في هذه المناطق.
وفي سياق السياسة الخارجية، شدد أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط على دعوة الملك إلى حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مبرزًا أهمية الحفاظ على اتفاق 67، وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
مشيرًا إلى أن غزة يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا الخطاب الملكي، وفقا لعباس الوردي، يعكس توجهًا براغماتيًا يتمثل في الاستعجال وخلق لجان يقظة لتتبع وتدبير الأزمات، خاصة أزمة المياه، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الفلاحة.
كما يعزز، حسب المتحدث ذاته، الاستمرار في التنمية ويطمح إلى تلبية تطلعات المواطنين، متماشيًا مع رؤية الملكية السامية.
الوردي أكد في تحليله أن خطاب الملك محمد السادس يُعد درسًا في القيادة الحكيمة، مشيرًا إلى أن الملكية المغربية تظل مواكبة للتحديات الراهنة والمستقبلية، مع التركيز على الجوانب الداخلية والخارجية للدولة، بما في ذلك القضية الفلسطينية التي تظل محورية في السياسة المغربية وتحظى باهتمام ملكي سامي.
والخطاب يُجسد، وفقا لعباس الوردي، رؤية متكاملة تشمل التنمية المستدامة، التقدم الاقتصادي، وحل الأزمات الإقليمية، مما يعزز مكانة المغرب على الساحة الدولية ويعكس حكمة وبعد نظر الملك محمد السادس في قيادة المملكة نحو مستقبل مزدهر ومستقر.