احتلال الملك العمومي.. كيف تسعى الجهات المنتخبة لإعادة النظام في أسواق الدار البيضاء؟

الكاتب : انس شريد

30 يوليو 2024 - 07:30
الخط :

في زحمة الحياة اليومية، يكافح سكان الدار البيضاء للتنقل بحرية بين شوارع وأسواق المدينة الصاخبة.

هذه العوائق ليست سوى الممرات الضيقة التي أصبحت بمثابة فخاخ يومية، بسبب احتلال الملك العمومي، مما يدفع الجهات المنتخبة إلى التحرك ورصد هذه الاختلالات بقلق متزايد.

على مستوى مقاطعات الدار البيضاء، تتعالى الأصوات مطالبة بالتغيير وإعادة النظام إلى الفضاءات العمومية.

فقد انتشرت ظاهرة الاستغلال الجائر للممرات بشكل مقلق، حيث يحتل الباعة المتجولون والمحال التجارية الأرصفة والمساحات المخصصة للمشاة.

وسط هذه الفوضى، برزت الأسواق كمسرح رئيسي لهذا الصراع على الفضاء العمومي، في أسواق مثل درب السلطان وكراج علال، حيث يُفترض أن تكون حركة التجارة والسياحة مزدهرة، تتحول الأرصفة إلى منصات مؤقتة لبضائع متنوعة، مما يزيد من حدة الازدحام والفوضى.

وفي خطوة جريئة، حسب ما توصلت به "الجريدة 24"، بدأت الجهات المنتخبة على مستوى المقاطعات في الدار البيضاء في رصد هذه الاختلالات والبحث عن الحلول.

وأعدت الجهات المختصة لائحة تتضمن العديد من المركبات والأسواق التي ستشهد تأهيلاً، لتعزز من مكانة الدار البيضاء كوجهة تجارية رائدة في المغرب، وتحسن ظروف العمل للتجار.

أحد أبرز هذه المشاريع هو تأهيل وتجديد ثلاثة أسواق بلدية في حي سيدي البرنوصي، وهي سوق طارق، سوق المنصور، وسوق القدس، بتكلفة إجمالية تقدر بـ90 مليون درهم. يتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون بين مجلس عمالة الدار البيضاء، مجلس مقاطعة البرنوصي، مجلس جماعة الدار البيضاء، مجلس جهة الدار البيضاء-سطات، وشركة الدار البيضاء للتجهيزات. هذا التعاون يعكس التفاني والجدية في إعادة الحياة لهذه الأسواق، وجعلها بيئة تجارية نموذجية.

في عمالة مقاطعة حي الحسني، ستشهد إعادة ترميم وهيكلة المركب التجاري والحرفي ليساسفة وسوق السعادة، بتكلفة إجمالية قدرها 18 مليون درهم. هذه المشاريع تهدف إلى تحسين البنية التحتية للأسواق، وتوفير بيئة عمل أفضل للتجار، وجذب المزيد من الزوار والمتسوقين.

أما في مقاطعة سيدي بليوط، تركز الرئيسة كنزة الشرايبي على تأهيل سوق باب مراكش ليصبح وجهة تجارية جذابة، بتكلفة إجمالية تبلغ 70 مليون درهم، بمساهمة مجلس جهة الدار البيضاء بـ20 مليون درهم، ومجلس الجماعة ومجلس عمالة الدار البيضاء بـ30 مليون درهم لكل منهما. هذا المشروع يعكس رؤية طموحة لتحويل السوق إلى مركز حيوي يجذب السياح والمواطنين على حد سواء.

وفي مقاطعة المعاريف، يتم وضع اللمسات الأخيرة على "سوق المركب". حيث قام والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية، برفقة عامل عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، عزيز دادس، ورئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، نبيلة ارميلي، مؤخرًا بالاطلاع على تقدم الأشغال. هذه الزيارة تعكس الاهتمام الكبير والمتابعة الحثيثة لمراحل تنفيذ المشروع.

وفي نفس السياق، عقدت الجهات المنتخبة على مستوى مقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، مؤخرا، اجتماعا، لمناقشة التقارير التي أعدها المشرفون على الأسواق، ورصد الاختلالات المتمثلة في الاستغلال الجائر للممرات، واحتلال الملك العمومي.

كما تم تقديم تشخيص مفصل عن وضعية البنايات والتجهيزات بهذه  الأسواق، وذلك من أجل تحديد الحاجيات ونوعية الأشغال اللازمة لتأهيلها، وذلك في إطار التنسيق مع مجلس جماعة الدار البيضاء.

آخر الأخبار