قناة "الجزيرة".. "دكان قطري" يطبل لسحب سفير الجزائر من فرنسا خارج السياق

هشام رماح
ذيل الكلب لا ينعدل.. والحديث ها هنا ينحاز إلى قناة "الجزيرة" القطرية، التي لا تلقي بالا للمهنية مثلما يدعي القائمون عليها، بل يصرون على ترك أزرار هذه "المدفعية" الإعلامية، في أيادي اللوبي الجزائري، لينكشف للجميع أن قناة "الجزيرة" تتماهى (على حد تعبير بيان وزارة الخارجية الجزائرية) مع الـ"كراغلة" بشكل يجعل منها دكانا "جزائرو- قطري" بامتياز.
وتجاهلت قناة الجزيرة، الإشارة إلى الرسالة الرسمية التي بعث بها "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي إلى الملك محمد السادس، تزامنا والاحتفاء بالذكرى الفضية لتربع سليل العلويين الشرفاء على عرش المملكة، يعترف بها بمغربية الصحراء، وضربت صفحا عن الإشارة للموقف الفرنسي الذي اعتبر قضية الصحراء المغربية ضمن حوزة الأمن القومي للمملكة، بينما أقامت الدنيا وملأتها زعيقا، متى بادرت الجزائر على سحب سفيرها "سعيد موسي" من باريس.
فما الذي جعل قناة "الجزيرة" تطبل للنظام العسكري الجزائري، المتربص بالوحدة الترابية للمغرب؟ وتحاول أن تجعل منه بطلا بعدما تلقى صفعة قوية، من فرنسا التي أنشأت الجزائر بعدما لم يكن لها وجود وطرأت فجأة مثلما طرأت قطر، التي تصر القناة التي سلطتها على العالم العربي أن تتبنى الأطروحة الانفصالية ضدا في القضية الأولى للمغاربة؟
ثم هل تستطيع "الجزيرة"، ألا تقف كعادتها عند "ويل للمصلين"، وتتوغل في الإخبار بأن النظام العسكري الجزائري، حقق الرقم القياسي في الدبلوماسية العالمية، حينما استدعى سفيره من باريس، لأربع مرات في ظرف لا يتجاوز 34 شهرا، بوتيرة بلغت سحبا له كل تسعة أشهر، وبأنه في كل مرة يطبل العسكر للسحب يعيدون سفيرهم ذليلا صاغرا، إلى عاصمة الـ"ماما".
والحق يقال إن الود انفرط قديما بين المغاربة و"الجزيرة"، بوق القومجيين والإخوانجيين، وكما أنها تبحث دوما عن سوق لها، فإنها تجد في الجزائر، جوقة كبيرة من متابعيها، بعدما حجب عنهم الـ"كابرانات" كل مقومات ومسببات التفكير العقلاني، وسداد الاختيار، بين القنوات الإخبارية الموضوعية والقنوات التي تقتات على بث الفرقة والاصطياد في الماء العكر.
وفيما اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء على منوال الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا ودول أخرى في المعمورة، فإن قناة "الجزيرة" المأدلجة، لا تزال تغني وقطر خارج سياق الأحداث، وتحتفظ لنفسها بنقيصة حشر الأنف فيما لا يعنيه وفيما يعمق الخلافات، ونفث السم الزعاف، بكل الوضاعة المفترضة في أولئك الذين تركوا الحبل على الغارب للوبي جزائري، لا يروم غير إرضاء الـ"كابرانات" العجائز وبلسمة جراحهم التي تتعمق يوما بعد يوم.