المروري وقراءته المعوجَّة للعفو الملكي

الكاتب : الجريدة24

01 أغسطس 2024 - 09:30
الخط :

هشام رماح

لعل "عبد المولى المروري"، الهارب إلى كندا، بسبب ملاحقات قضائية، تعلم فنا جديدا هناك في شمال القارة الأمريكية، ألا وهو فن دس السم في العسل، أو لنبسِّط هذا الفن في دهن جلد الكلب بالعسل، وهو أمر يتبدى من مضامين تدوينته على "فايسبوك"، وهو يترجم قراءته الرديئة للعفو الملكي السامي، الذي تفضل به الملك محمد السادس على 2476 شخصا مدانا من رعاياه، في استمرار على دأب، عهده المغاربة في كل مناسبة كبيرة، عزيزة عليهم، مثل عيد العرش المجيد.

ولا يكفي سوى القفز إلى متن التدوينة التي استهلها، مدعيا الحصافة والتعقل، لينكشف بأن "عبد المولى المروري"، إنما رقنت أنامله أزرار حاسوبه أو هاتفه النقال، لأجل تمرير مغالطاته وخزعبلاته، ويعمد إلى التدليس عبر تغيير حقائق يعلمها المغاربة جميعا، حينما طفق مدعيا أن العفو الملكي الذي أصدره الملك محمد السادس، بمرجعية دستورية تتمثل في الفصل 58 من دستور 2011، هو عفو "استثنائي" وبأن أوضاعا داخلية و"ضغوطات حقوقية شعبية" هي التي أملته.

وقد غاب عن صاحب القراءة المعوجَّة، أن المغاربة ألفوا هكذا مبادرات ملكية في كل عيد ديني أو وطني، وبأنهم يعلمون جيدا أن هذه المبادرة لا تكتسي الصبغة الاستثنائية التي حاول زورا وبهتانا إلباسها إياها، لا لشيء سوى لأنه رأى "رفاقه" خارج أسوار السجن، بينما هو لا يزال متابعا، بعدما لم يؤدِّ بعد حسابه للعدالة التي تنتظر الاقتصاص منه، مثل من شملهم العفو ممن يعرفهم وممن لا يعرفهم.

وعسى أن "عبد المولى المروري"، وهو العارف بالقانون، يدري أن من جرى العفو عنهم كانوا متابعين بجرائم الحق العام، وبأن هذا العفو لا ينحاز إلى هضم حقوق الضحايا التي لا تزال قائمة، بينما العفو يشمل العقوبة ولا يمتد إلى الجرائم التي اقترفها هؤلاء، فلماذا يحاول هذا "المحامي" الذي خانته كياسته وضل الطريق نحو كندا، أن يوهمنا في صلب تدوينته بأن العفو الملكي جاء في سياق احتقان مجتمعي وبأنه جاء ليرتب الأوضاع الداخلية في البلاد ووو الكثير من الترهات التي يلهج بها لسانه دون وعي؟

وقد يعي "عبد المولى المروري" بأن من شملهم العفو، ليسوا بالضرورة أبرياء، وجرائم من كان يتحدث ضمنيا عنهم، لا تمت لصفاتهم بصلة، إذ أنهم أذنبوا وأجرموا في حق ضحايا معينين وفي حق المجتمع ككل، فحوكموا وفق الضوابط التي يتطلبها تحقيق العدالة، وكان أن قضوا فترات في سجنهم إلى أن جاءهم العفو الملكي، مثلهم مثل أي مواطن مغربي سجين بصرف النظر عن الجرائم المرتكبة.

ثم عن أي أزمة تحدث "عبد المولى المروري"، تلك التي دفعت لإصدار العفو الملكي؟ وأي سيناريو سيء نسجه في مخيلته، ليحاول إيهام المغاربة بأن هذه المبادرة الملكية المعتادة، إنما جاءت لتهدئة الأوضاع وتصويب "السياسة الجنائية والأمنية"، فعلا لقد بينت تدوينته على "فايسبوك" بالملموس أنه ليس بالحصيف ولا بالحكيم وإنما هو مكاَّر، استغل الفرصة لينقض عليها بلا تقدير وتوقير، من أجل أن ينفث السم في العسل فقط.

آخر الأخبار