إخوان "ابن كيران" والركمجة على القضية الفلسطينية

سمير الحيفوفي
في كل مرة يكشف إخوان عبد الإله ابن كيران، أنهم لا يلقون بالا إلا لمحاولة عودتهم للمشهد المغربي، عبر النافذة بعدما خرجوا صغارا من بابه الكبير، وهي العودة التي يرمون إليها عبر الركوب على موجة "نصرة غزة" والتنديد بارتقاء "إسماعيل هنية"، الذي اغتيل في قلب طهران، فكان أن "تزعموا" مسيرة، أمس السبت، في العاصمة الرباط، وقد حولوا فيها سهام النقد إلى الدولة المغربية وإلى ما يصفونه بـ"التطبيع".
وإذ يتسع المجال للتذكير بأن سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق، لحزب "العدالة والتنمية" المظلة السياسية التي تستظل تحتها "حركة التوحيد والإصلاح"، هو من تكفل بإحياء العلاقات المغربية مع إسرائيل، وذيَّل بتوقيعه الاتفاقية التي تفيد بذلك، فإن إخوان الأمين العام الحالي للمصابيح المتلونة، طفقوا في مناسبات عديدة يحاولون العودة إلى الواجهة راكبين على ما يقع في غزة، لعلهم ينسون المغاربة ما ذاقوه من ويلات تحت حكومة أمينهم العام، وحكومة من تلاه من الإخوة.
ولربما أصبح في حكم المؤكد أن المحسوبون على حزب "العدالة والتنمية" وأتباع حركة "التوحيد والإصلاح"، يدرجون هموم المغرب في الدرك الأسفل من انشغالاتهم، فهم يقيمون الدنيا ويقعدونها لأن "إسماعيل هنية" ارتقى إلى ربه، مغدورا في عاصمة الشيطان الأكبر الذي يتربص بالمملكة الدوائر، ويتفنن في حبك الدسائس ونسج المؤامرات ضده ووحدته الوطنية، ولم تسمع منهم أي إشارة إلى أن تكون "طهران" متورطة حتى الأذنين في إزهاق روحه، ليديروا أوجههم تجاه المغرب، مطالبين بإنهاء ما يسمونه تطبيعا.
وجدير بالذكر أيضا، أن إخوان "عبد الإله ابن كيران" هم من تركوا، بحضور الأخير، "خالد مشعل" الذي يسمونه "كبير المجاهدين" يحرض على الفتنة داخل المملكة المغربية ويملي عليهم كيفية التصرف، وقد دعاهم لشق عصا الطاعة عن مؤسسات الدولة المغربية، لا لشيء حتى يرضي نرجسية "مقاومين" زجت بهم حسابات ضيقة إلى الركن، وجعلتهم يقررون التضحية بأبناء جلدتهم فيما يسمونه بـ"طوفان الأقصى"، فكان أن هللوا له وطبلوا له غير عابئين بالكلام "الكبير" الذي تلفظ بهم في حق الوطن.
إنها شذرات من تنطع إخوان "عبد الإله ابن كيران"، الذين استطابوا التغريد لما يسمونها المقاومة الإسلامية في فلسطين، والتي وبكل رعونة جنت على الغزاويين، وتركتهم عرضة للأقصاف الإسرائيلية، منذ 7 أكتوبر 2023، ولاذت بالأنفاق، تاركة المدنيين يؤدون ثمن "نصر" صغير جدا، سرعان ما انقلب على أهاليهم قنابل فوسفورية حارقة ولتدك، أيضا، منازلهم دكا لأشهر طويلة، بينما كان قادة المقاومة يرفلون في السفر، هنا وهناك.