مغارة "وين تيمدرين"...موقع إيكولوجي سياحي وجنة للمستغورين

أمينة المستاري
وين تيمدوين...موقع جبلي علمي إيكولوجي سياحي لا يعرفه الكثيرون، عشق للمستكشفين والمستغورين المغاربة والأجانب والباحثين.
فعلى بعد 70 كلم تتموقع المغارة بين أحضان جماعة أضمين بأكادير إداوتنان، وتمتد على طول 19 ألف متر، يسري في جوفها أكبر نهر في إفريقيا، وتقع على ارتفاع 1250 متر بغرب الأطلس الكبير، على بعد أزيد من50 مترا تحت باطن الأرض.
لم تحضى المغارة بشهرة كبيرة على المستوى المحلي والوطني، لذلك ما زالت تخفي الكثير من خباياها، خاصة وأن الطريق المؤدي إليها لا يشجع السائح العادي للوصول إليها، فهي طريق ثانوية ضيقة تمر عبر مجالات غابوية كتصروحت، توريرت، مولاي علي، تسلاخت...تعيش بها أنواع عديدة من الوحيش من ضباع وعقاب وأرانب...
وتزخر المنطقة بغطاء نباتي متنوع كجر العرعار والنباتات الشوكية مثل الصبار والنباتات العطرية كالخزامى والزعتر والأزير وغيرها...
للوصول إلى مغارة وين تيمدوين، يمكن الانطلاق من مراكش عبر الطريق السيار والدخول من بدال أركانة ثم التوجه عبر الطريق الوطنية جهة أكادير وصولا لأمسكرود، وبعد تجاوزها توجد علامة إرشادية تقود إلى اليمين نحو جماعة اضمين، بالنسبة للقادمين من أكادير عبر الطريق الوطنية سيجدون هذه العلامة الإرشادية على يسارهم.
بعد ذلك، يمر الزائر عبر دوار " ازنتوت" عبر الطريق المعبد إلى غاية الوصول إلى " قرية تيزكي -ن - الشرفا " نسبة إلى سيدي محند بن بوزيد الشريف الإدريسي الذين استقر بالمنطقة فآوته الساكنة، حيث يتواجد ضريحه بعين المكان.
من هناك يسير الزائر 7 كيلومترات عبر طريق ثانوي معبد ، ليجد أمامه المغارة ويقف أمام باب سميك يحد من التقدم بداخلها، فالمكان صعب ولا يمكن أن يتوغل فيه إلى من كانت له خبرة الاستغوار والاستكشاف بسبب الالتواءات الصعبة ونقص الأوكسجين والضوء، ويتطلب أحيانا استخدام قوارب للتوغل فيها خاصة وأنها تضم 3 بحيرات مائية وعين، حاولت ساكنة المنطقة استغلالها وخلق قنوات مائية لاستعمالها في الفلاحة باعتبارها خزانا مائيا للسقي، فيما قامت السلطات المعنية بأكادير إداوتنان بتزويد المغارة بفضاء للاستراحة يطل على الجبال والوادي العميق والحقول البساتين، كما جهزته بمسبح يتم جلب المياه إليه من المغارة، إضافة إلى مراحيض...لكن لم يعد بإمكان الزائر الدخول إليها بعد أن تعرض مستكشفون لحادث أليم داخلها، بل يكتفي بالتمتع بمنظر المياه المتدفقة خارجها.
حسب الدراسات الجيولوجية وبعض الأبحاث، فالمغارة تكونت نتيجة انشقاق جيولوجي، تحتوي على خزان مائي يصل صبيبه إلى حدود 544 لتر في الثانية، ويمتد تجويفها تحت هضبة تاصروخت بالأطلس الكبير الغربي، تكونت تشكيلاتها الصخرية منذ 10 آلاف سنة، وكشف بعض الباحثين أنه في مدخل الكهف تمتد أربع بحيرات على أزيد من800 متر يجب اجتيازها بواسطة قوارب مطاطية، كما تضم تشكيلات صخرية عجيبة، تعيش بداخلها كائنات فريدة، من بينها قشري يعيش في المياه العذبة ويخضع بشكل كامل لظروف العيش في المياه الجوفية كما تم اكتشاف خنفس يدعى "سياكون"، كما تضم خفافيش وكائنات حشرية لا مثيل لها تم اكتشافها لأول مرة .