لهيب الصيف وإهمال المرافق... هل تستمر الجهات المنتخبة في تجاهل صرخات المواطنين لإنقاذ المسابح العمومية؟

مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق خلال فصل الصيف، يجد سكان المدن المغربية أنفسهم في مواجهة أزمة حقيقية تتجلى في غياب المسابح العمومية، أو عدم صيانتها بشكل يليق بالخدمات الأساسية التي من المفترض أن تقدمها.
في وقت سابق، كانت المسابح العمومية في المغرب تمثل متنفساً أساسياً للمواطنين، خصوصاً لأبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف الولوج إلى المسابح الخاصة أو السفر إلى الشواطئ.
إلا أن هذه المسابح أصبحت اليوم، في معظم المدن المغربية، إما مغلقة بسبب عدم الصيانة، أو تعمل بأدنى طاقتها.
وتتعدد أسباب هذا الوضع، فهناك من يشير إلى نقص الميزانيات المخصصة لصيانة المرافق العمومية، بينما يتهم آخرون المجالس المنتخبة بسوء التدبير.
وتعالت أصوات السكان والناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، منذ بداية فصل الصيف، مطالبين بفعل عاجل لفتح المسابح العمومية، تلك التي طالها النسيان أو التي تحتاج إلى لمسات بسيطة لتصبح جاهزة لاستقبال مرتاديها.
المطالب لا تتوقف عند هذا الحد؛ بل تتسع لتشمل المدن التي تعاني من غياب تام لهذه المسابح، حيث يطالب السكان بإحداث فضاءات جديدة تمنحهم متنفسًا آمنًا بعيدًا عن مخاطر السباحة في المواقع غير المؤهلة، سواء الوديان أو الصهاريج الفلاحية والسدود.
وفي تصعيد مثير للاستياء، انتقدت بعض الفعاليات الجمعوية بشدة سوء تدبير المسابح العمومية في الدار البيضاء، وفقاً لما توصلت به "الجريدة 24".
ولفتت الأنظار إلى الوضع الصادم في مسبح "عين السبع البلدي"، الذي تم افتتاحه قبل شهرين فقط ببادرة من رئيس مقاطعة عين السبع، يوسف لحسينية.
لكن، وعلى الرغم من هذه الخطوة، يبدو أن الأمور سارت في الاتجاه المعاكس تماماً. فقد افتُتح المسبح بدون مرافق حيوية أساسية، فلا توجد مراحيض، ولا مستودعات للملابس، فيما يبدو أن الماء الملوث الذي يملأ البركة أشبه بمستنقع راكد.
وما زاد الطين بلة، هو الزليج المهترئ، حسب المصادر ذاتها، الذي يشكل خطراً على سلامة رواد المسبح، أضف إلى ذلك، غياب العلامات التحذيرية التي تشير إلى عمق المياه، مما يشكل خطرًا إضافيًا، خاصة على الأطفال.
وفي سياق متصل، وجهت حياة العرايش، النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سؤالاً شفهياً إلى الحكومة حول الإجراءات التي تعتزم اتخاذها لضمان التطبيق الصارم لشروط الصحة والسلامة في المسابح العمومية.
هذه الخطوة تعكس القلق المتزايد بين المواطنين والمسؤولين على حد سواء، حيال ضرورة تحسين البنية التحتية الترفيهية وضمان سلامة مرتادي المسابح.