معركة الطاقة النظيفة.. هل يصبح المغرب المورد الأساسي لأوروبا؟

في خطوة تعزز مكانته كمركز عالمي للطاقة المتجددة، يراهن الاتحاد الأوروبي بشكل كبير على المغرب لتطوير مشاريعه الطموحة في مجال الطاقة النظيفة.
ووفقًا لصحيفة "ECOTICIAS" الإسبانية، يعمل المغرب على تحقيق استدامة الطاقة من خلال مشروعات كبيرة للطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والهيدروجين الأخضر، مما يعزز اقتصاده ويقلل من اعتماده على الهيدروكربونات.
في هذا السياق، أكد تقرير الصحيفة، أن الاتحاد الأوروبي في المغرب شريكًا استراتيجيًا يمكنه أن يلعب دورًا حيويًا في تحقيق أهدافه الخاصة بإزالة الكربون من الصناعة الأوروبية.
ولتأكيد هذا التحالف، حسب المصدر ذاته، نظمت الرباط مؤخرًا أول منتدى للتفاهم بين المغرب والاتحاد الأوروبي تحت اسم "الشراكة الخضراء"، حيث تمحور النقاش حول تنظيم إنتاج الهيدروجين الأخضر وتطوير إطار قانوني وطرق تجارية بين الجانبين.
هذا المنتدى، الذي يعزز العلاقات التجارية بين المغرب وأوروبا، شهد مشاركة واسعة من قادة سياسيين وخبراء في مجال الطاقة، من بين هؤلاء، جان كريستوف فيلوري، ممثل الاتحاد الأوروبي في المغرب، وغايتان دوكرو، مدير سياسات الطاقة والمناخ في الاتحاد الأوروبي، وعبد الرؤوف بن عبو، قائد تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة في المغرب.
وحسب ذات التقرير، فقد ركز المجتمعون على استعراض التقدم الكبير الذي حققه المغرب في مجال الهيدروجين الأخضر وكيف يمكن أن يتماشى مع الأهداف الأوروبية.
ومن أبرز ما تم التطرق إليه في هذا المنتدى هو أهمية المغرب الاستراتيجية كمصدر مستقبلي للطاقة النظيفة لأوروبا، بفضل موقعه الجغرافي المتميز القريب من أوروبا واحتوائه على مساحات شاسعة من الصحراء الغنية بأشعة الشمس والرياح، أصبح المغرب مرشحًا قويًا ليكون المورد الرئيسي للطاقة المتجددة لأوروبا.
وأوضحت صحيفة "ECOTICIAS" الإسبانية، أن هذا التعاون جاء في وقت حساس تشهد فيه أسعار الهيدروكربونات ارتفاعًا بسبب الصراعات الجيوسياسية، مثل النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا.
هذا الواقع يدفع الاتحاد الأوروبي إلى البحث عن مصادر طاقة أكثر استدامة وكفاءة، والمغرب يبدو أنه الحل الأمثل، حسب ذات المصدر.
وفي إطار التعاون المتنامي، انضم المغرب إلى "حوارات المناخ" التي يعقدها الاتحاد الأوروبي مع دول أخرى، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تسعى لتطوير طاقاتها الخضراء، وفقا لذات المصدر.
وأشار التقرير إلى أنه تم تسليط الضوء على "عرض المغرب" كمشروع رئيسي يمكن أن يسهم في إزالة الكربون من الاقتصاديات الأوروبية والإفريقية على حد سواء، هذا التحالف الاستراتيجي لا يهدف فقط إلى تلبية احتياجات أوروبا من الطاقة النظيفة، بل يمثل خطوة مهمة نحو بناء اقتصاد عالمي خالٍ من الكربون.
وأبرزت ECOTICIAS، أن توجيه استثمارات كبيرة لتطوير هذه الموارد الطبيعية، يمكن لهذا المشروع أن يكون جزءًا حاسمًا من الاتفاقية الخضراء الأوروبية، مع المغرب كشريك رئيسي في هذا التحول البيئي العالمي.